IMLebanon

بلد الطوابير والتّعطيل

 

 

في بلد كيفما توجّهت فيه تمتدّ أمام ناظريْك طوابير الذلّ أمام محطّات البنزين، أصبح الحديث عن تشكيل الحكومة مهزلة تستدعي دخول سيّد التفاوض اللواء عباس ابراهيم ميدان مواجهة التشكيل وعمليّته الميتة برغم محاولة بثّ وهم إمكانيّة تشكيلها هذا الأسبوع، والحديث عن انتخابات نيابيّة في أيار العام المقبل أمرٌ يبعث على الضحك في وطن قد ينتقل إلى رحمة ربّه خلال بضعة أيّام، والحديث عن الميثاقيّة المسيحيّة لا يطعم خبزاً لأنّه لا يمتلك ترسانة صواريخ كالميثاقيّة الشيعيّة التي كرّست ميثاقيتها بـ7 أيار، والميثاقيّة السُنيّة خرقها سُنّي واحد عيّنه حزب الله، والميثاقيّة الدرزيّة تلحق بوليد جنبلاط وتكويعاته التي تميل حيث مصلحة الطائفة، لا ميثاقيّة في لبنان إلا ميثاقيّة السلاح، والاستقالة من المجلس النيابي كالاستقالة من الحكومة لن تقدّم ولا تؤخّر في زمن البحث عن اللقمة.. في زمن الجوع !!

 

الذين يراهنون على التغيير في واقع لبنان عبر صندوق الانتخابات خصوصاً مع الواقع المزري الذي يعيشه اللبنانيّون وواقع الإفلاس الذي تعيشه الدولة يراهنون على سراب، فمن أين ستأتي دولة مفلسة بتمويل الانتخابات الموعودة فيما النّاس تموت من القهر والذلّ والجوع، ثمّ ما الذي ستغيّره الانتخابات الموعودة سوى أنها ستعيد إنتاج الطبقة السياسيّة نفسها بوجود سلاح الدويلة الذي يسيطر على الدّولة؟ في الأولويات اللبنانيّة يأتي إنقاذ لبنان واللبنانيّين من حالة الذلّ والهوان التي أوصلهم إليها عهد يكرّر تجربته مجدداً مع تعديل في العنوان “يا جبران رئيساً للبنان يا ما في لبنان”!!

 

بالأمس طالب الرئيس نبيه برّي بـ”تنحية كل الخلافات مهما كانت أسبابها والإسراع بتشكيل حكومة خلال هذا الأسبوع وليس أكثر، جدول أولوياتها تحرير اللبنانيين من طوابير الذل وأسر المحتكرين أفراداً وكارتيلات ومن دون أثلاث معطلة” وهو قبل غيره ومنذ أطلق مبادرته قبيل اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري فذهبت في خبر كان… بالتأكيد لن يكون من السّهل أبداً تشكيل حكومة، وقد تنتهي ولاية العهد بحكومة تصريف أعمال بالرّغم من بلوغنا قاع الانهيار وبأزمة تشكيل حكومة لن تتشكّل على ما يبدو، فالمعنيين غير آبهين بأهميّة الوقت منذ عامين تقريباً، وبالرّغم من كلّ الكوارث التي يعيشها لبنان يبقى هذا الواقع السياسي المجرم هو الذي يزيد اللبنانيين حزناً على حزن، وكشعب نحن نحتاج إلى مقصلة من زمن الثورة الفرنسية تقطع رأس هذا الطقم الفاسد الذي يدير البلاد، لقد شبعنا أكاذيب ونهباً وسرقة وفساداً وإفساداً، هذا كثير جداً فأيّ شعب في العالم يعجز عن احتمال هكذا دولة!