Site icon IMLebanon

أزمة تبتلع المنطقة فقط؟

يشرب السوريون اليوم الكأس المرة التي طالما شربها الفلسطينيون منذ عام ١٩٤٨، فما يجري منذ “جنيف ١” قبل أربعة اعوام الى اليوم، ليس سوى مسيرة دامية ومدمرة على طريق قضية قد تتحول خسارة فاجعة في النهاية:

ما يقرب من ٣٠٠ ألف قتيل وأكثر من ١٣ مليون لاجئ وبلد مدمّر، وليس هناك ما يوحي بإمكان التوصل الى حل عادل ومنطقي يوقف طاحونة هذه المأساة المروعة.

دعونا من جون كيري الذي تحوّل مساعداً لسيرغي لافروف، ودعونا من باراك اوباما الذي راهن على إغراق فلاديمير بوتين في دماء السوريين ووحول كراهية العالم السني الواسع، فكان ان أغرق صدقية أميركا في الوحل، حين يحاول بوتين في جنيف إظهار روسيا صانعاً للحلول في سوريا ولو بحد السكين.

في شباط من عام ١٩٤٩ عقدت مفاوضات الهدنة العربية مع اسرائيل في رودس جزيرة الزهور، ومع بدء مفاوضات جنيف من غرفة الى غرفة تغرق سوريا في مزيد من الدماء سواء عبر التفجيرات الإرهابية في محيط السيدة زينب أو عبر قصف النظام معضمية الشام ببراميل غاز الكلور.

تعنف المعارك عادة مع بدء المفاوضات لتحسين الأوراق، لكن تلك المفاوضات التي يديرها الآن واهم يدعى ستافان دو ميستورا بعد مُستقيلَين هما كوفي انان والأخضر الإبرهيمي، لن تفضي الى أي نتيجة للخروج من هذه الأزمة الهائلة، فلا النظام سيستعيد سيطرته على كل سوريا ما لم يقرر بوتين ان يضع في رقبته دماء ٣٠٠ الف قتيل جديد، ولا المعارضة التي تركها أوباما للذبح بداية والتي يتولى بوتين الإجهاز عليها اليوم يمكنها ان تحصل على ألف باء مطالبها بالديموقراطية والحرية والإصلاح.

كل هذا كان واضحاً وجلياً قبل “جنيف ٣”، حيث ظهرت صورة الكأس الفلسطينية المرة، بمعنى انه أن لم تذهب المعارضة الى جنيف فسيقال انها هي التي تحبط الحل، وإن ذهبت فلن تحصل حتى على مطالبها الدنيا أي وقف حامولة القتل ووقف سياسة التجويع التي تكاد ان تملأ القبور بالموتى والقارة الأوروبية باللاجئين.

دو ميستورا يعمل مقاولاً عند الروس والأميركيين منذ بدأ يطوف حاملاً خريطة حلب، لم يستطع ان يقدّم شيئاً للمعارضة التي تُركت للذبح منذ زمن بعيد، ولهذا لا القصف الروسي سيتوقف ولا براميل غاز الكلور ستنتهي، ولا الحصارات وعمليات التجويع ستتوقف، واذا كان رياض حجاب ورفاقه يظنون انهم سيكسبون تجاوباً في المسألة الإنسانية فذلك من الوهم.

والأزمة مستمرة ويراد لها ان تستمر في واشنطن التي تجد فيها مستنقعاً لموسكو، وفي موسكو التي تجد فيها منصة لإثبات حضورها الأمبراطوري، وهذه “الأزمة التي ستبتلع المنطقة” كما يقول كيري إنما يديرها بالتعاون مع لافروف لكي تبتلع الإسلام… مفهوم؟