Site icon IMLebanon

أزمة الى انقشاع

 

الأزمة كبيرة… والحلّ غير معروف بعد.

لكن الغربة عن الحلّ لا تبرّر عدم التفاهم لبنانيا على الحلّ.

وما أقدم عليه الرئيس العماد ميشال عون من حوارات شاملة، مع القيادات السياسية، كان عين الصواب، وقمة الوعي السياسي، لأزمة غير مسبوقة في البلاد.

والرئيس سعد الحريري، انتقل من أبوظبي الى الرياض، وبه شعور بأن ابتعادة عن الوطن، في هذه الحقبة المحدودة، هو ابتعاد عن دفع البلد الى الانهيار.

ومواقف الرئيس نبيه بري، وما تنطوي عليه من حكمة وتوازن، تدلّ على أن السلطات، وإن استقلّت الواحدة عن الأخرى، تبقى عنوان الأمل، بأن لبنان الواحد هو المرتجى لأن الفراق هو الخراب بعينه.

طبعا، ليس عيبا أن يستقيل رئيس الحكومة من رئاسة حملها بكل شجاعة وحكمة، لكن العيب أن ينقطع عن الحوار، ويصرف الأنظار عن اللقاءات، ويترك الوطن في الهواء الطلق.

الأزمات في مراحل الحكم، تبقى معرّضة لألف غَلبة وغَلبة. لكن الوقوف أمامها، في صَلفٍ وتردّد وتراجع، هو الاحراج الذي ما بعده احراج أو قبله تردد في المعالجات.

صحيح ان الاستقالة من خارج البلاد ليست بريئة من النيّات الغامضة الأهداف، لكن للوطن هدفا أساسيا هو الانقاذ، وهذا هو الأهم في لعبة تغيير الحكومات.

 

***

والرئيس سعد الحريري عائد لا محالة الى البلاد، لكن استقالته من رئاسة الحكومة ليست نهاية البلاد والعباد.

كان سعد الحريري حكيما، عندما أقرّ تسوية سياسية قبل عام.

وكان أيضا قمة في الحكمة، ساعة استقال، ليحول دون انهيار حكومة الوطن، وامتداد الخراب الداخلي الى كل مكان…

واللقاءات التي أجراها رئيس الجمهورية مع معظم رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والكتل النيابية ومع السادة النواب شهادة حسن حكم له، في ادارة البلاد بحكمة وحنكة.

وهذا هو الاستقرار السياسي، في بلد يغلب عليه غياب الاستقرار الحكومي.

ولعل التريث في قبول الاستقالة، هو الحلّ المرادف للحوار، خصوصا ساعة يكون الحوار معقدا أو صعبا.

ولعل الاتفاق غير المعلن رسميا عن تفاهم الثلاثي الحاكم، المؤلف من رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة هو فعل ايمان بأن لبنان قد تتضارب فيه الأهداف، لكنها تلتقي على هدف أساسي واحد هو التفاهم على انقاذ الوطن.

ولبنان بحاجة الآن الى هذه الوحدة في الأهداف، لأنه وطن التلاقي لا بلد الفراق.