IMLebanon

الأزمة مع السعودية قد تطول إذا لم يحدد موعد لسلام في الرياض

“من تأجيج الى تأجيج والأمور تتعثر أكثر، وكل تحركات رئيس الحكومة تمام سلام التي أنتجت قرارا جماعيا بالتشديد على حرص لبنان على علاقاته بالمملكة، لم ترض الجانب السعودي، وكذلك بالنسبة الى تحركات الرئيس سعد الحريري والوثيقة التي طرحها للتمسك بالعلاقات مع المملكة”.

هذا الكلام لمصادر سياسية مواكبة لمسار التحركات البعيدة عن الاضواء والرامية الى ترميم العلاقات التي اهتزت بين بيروت والرياض، علما أن الوضع من سيئ الى أسوا. والرد السعودي متوقع خلال الساعات القليلة المقبلة على الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة تمام سلام الى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز طالبا موعدا لاستقباله في الرياض على رأس وفد وزاري لوضع حد لغضب المملكة الناتج من أمرين: الاول عدم إدانة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب حرق السفارة السعودية في طهران، والاكتفاء بالنأي بالنفس. والثاني أن الموقف بقي هو هو في مؤتمر وزراء خارجية “منظمة التعاون الاسلامي”، وهذا يعني أن البلاد غارقة في مزيد من التأزم والجدل حوال المخرج الذي يمكن أن يرضي السعودية لتوقف إجراءاتها ضد لبنان واللبنانيين.

ولفتت الى أن المخرج الذي تطالب به المملكة لم يصدر بعد وهو اعتذار من أساء الى العلاقات، بعدما لاقى وزيرا الكتائب زميليهما في “حزب الله” على عدم القبول بالاعتذار “لأن لبنان لم يخطئ”.

وأشارت الى ان اي مسؤول ليس في وسعه ان يعلم مسبقا طبيعة التدابير التي يمكن ان تتخذها الرياض لمزيد من الضغط ولتحقيق ما تطلبه من بعض القوى اللبنانية التي تهاجمها وتدخل في صراع عسكري ضدها في سوريا واليمن والبحرين. وكانت لافتة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية السعودية بحق شركات وأفراد لبنانيين بتهمة العمل لمصلحة “حزب الله”.

وأفاد تقرير ديبلوماسي أن المساعي التي تقودها فرنسا لإحياء الهبة التي أوقفتها الرياض للجيش وقوى الأمن الداخلي لم تلق تجاوبا، لأن الهبة ليست هي المشكلة مع السعودية، بل الصراع مع قوى لبنانية تؤيد ايران وتنفذ خططها، سواء في لبنان او في دول خليجية، وليس في وسع باريس بذل المساعي التي تضع حدا لذلك النزاع.

وذكرت معلومات ديبلوماسية عربية انه إذا استمر التشنج بفعل الشروط السعودية الصعبة وعدم التجاوب اللبناني من القوى المتصارعة مع الرياض، فقد تطرح المسألة في القاهرة على هامش الدورة العادية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي سيعقد في 10 آذار تمهيدا للقمة العربية التي ستعقد في موريتانيا بعد اعتذار المغرب على استضافتها، ولم يحدد موعد انعقادها بعد.