Site icon IMLebanon

الإنتقاد وحده لا ينتج قانوناً

ثلاثة مشاريع لقانون الإنتخابات النيابية العامة وضعها رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل في خلال الأسابيع القليلة الماضية. ثلاثة مشاريع بأصلها وفصلها، بمقوماتها وببنودها، بأسبابها الموجبة وبخواتيمها: وحتى الآن لم ينفذ أي منها فيتبناه مجلس الوزراء ليُحال الى الهيئة العامة لمجلس النواب للدرس والإقرار. وقد لا يفوتنا أن نذكر ما سُمي بـ«القانون الأرثوذكسي» الذي تبناه فريق باسيل وآخرون أيضاً بمن فيهم القوات اللبنانية وحزب الكتائب إضافة الى الثنائي الشيعي… وقد أعادت «القوات» حساباتها في ربع الساعة الأخير (طبعاً قبل تفاهم معراب الشهير). علماً أن «الأرثوذكسي» إجتاز «الامتحان الأصعب»، أي انه أقر بأكثرية واضحة في اللجان النيابية المشتركة… ثم توقف البحث فيه لأسباب لا يجهلها أحدٌ.

المهم أن الوزير جبران باسيل عكف على وضع بضعة مشاريع قوانين إنتخابية بينما الآخرون، جميع الآخرين، ينتظرون… بعضهم ينتظره على الكوع، وبعضهم الآخر ينتظر مراهناً على عدم إقرار أي مشروع، وبعضهم الثالث ينتظر مراهناً على … الوقت!

ولعل أسوأ الذين ينتظرون هم أولئك الذين يحملون على أي مشروع ينجزه وزير الخارجية، وليوجهوا اليه الإتهامات العديدة… وهم معروفون بالأسماء و…بالكلام الذي يتحفون المواطنين به تعليقاً على المشاريع الباسيلية.

أي، باختصار، يمكن شرح الوضع كالآتي: رجل يفعل: يضع المشاريع، وآخرون في رد الفعل! أليس هذا هو الواقع ببساطة كلية؟!.

والسؤال الذي يطرح ذاته، وبإلحاح: لماذا لا يتفضل الآخرون بوضع المشاريع والإقتراحات بدلاً من الإنتقاد والتحامل؟ لماذا لا يخرجون من رد الفعل الى الفعل؟! لماذا لا يتحفوننا (بدل الحكي) بمشاريعهم؟!.

إنها ظاهرة واضحة، ولكنّ أصحابها يفوتهم الآتي:

1 – إن الناس ترى وتعاين وزيراً يضع مشاريع الإنتخابات في المرحلة الحاسمة، وآخرين لا يفعلون سوى الحكي…

2 – إنّ رئيس التيار الوطني الحر على تنسيق تام مع حزب القوات اللبنانية… وكاد الناس يصدّقون ما يتردد عن أن القوات «تعارض مشاريع باسيل»… و«خلاف» تياري، قواتي حول مشاريعه… وورقة معراب في مهب الريح… كادوا يصدّقون لولا أن تحدّث أمس وزير الصحة غسّان حاصباني ومن القصر الجمهوري، مؤكداً أن هناك إنسجاماً و«تشاوراً» مستمراً سبق المشروع الأخير.

3- إن الإجتماعات التي عقدها باسيل ونادر الحريري وامتدت ساعات طويلة جداً تبيّن أن هناك حداً أدنى من التفاهم بين التيار الوطني والمستقبل على الأمور الإنتخابية…

وبعد… إنتقدوا ما شئتم… فهذا حقكم، ولكن، الى ذلك، واجبكم أن تنتجوا مشاريع لا أن تكتفوا بالإنتقاد!