أضحكني وزير خارجية إيران عندما دعا الى حوار في المنطقة وقال إنّ السبيل الوحيد لتسوية الأزمة يكمن في المحادثات السلمية والقائمة على أساس المودّة، وأضاف أنّ طهران ترغب في أن يعم الأمن والإستقرار الجوار الإقليمي.
وهنا لا بد من إلقاء نظرة سريعة على التصرفات الإيرانية في العالم العربي لنرى أين يقع هذا الكلام.
أولاً: ماذا يفعل الخبراء الايرانيون والحرس الثوري وخبراء «حزب الله» في اليمن؟ وما علاقتهم بالحوثيين؟ ومن يدعمهم بالمال والسلاح والرجال؟ وهل هذا في مصلحة اليمن؟
ثانياً: ماذا يفعل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني في العراق وما علاقته؟ وبمعنى أدق ألا يتصرّف السليماني في العراق وكأنّه المندوب السامي، أو كأنّه الحاكم الفعلي والعسكري للعراق؟ وهل يمكن أن ننسى كيف نهب الخزينة العراقية وأنّ العراق أصبح دولة فقيرة ومدينة بسبب استنزافه مالياً وعسكرياً لمصلحة الحرب الأهلية في سوريا؟
وما هو دور قاسم سليماني في «الحشد الشعبي»؟ ومن هم «الحشد الشعبي» وهل بتأسيس الميليشيات الطائفية الشيعية التي ترتبط بحكم ولاية الفقيه والمهدي المنتظر يأتي الحل في العراق؟
وهل منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 لإسقاط نظام صدّام حسين وحتى يومنا هذا، هل يعيش العراقيون حياة طبيعية؟ وماذا عن التفجيرات اليومية في بغداد؟ وماذا عن تقسيم العراق الى ثلاث دول: كردية وسنية وشيعية؟
ثالثاً: ماذا يفعل الحرس الثوري الايراني في دمشق؟ وكيف يمكن لسكان سوريا ونسبتهم أكثر من 80% من أهل السُنّة، كيف يمكن أن يكونوا تابعين لدولة ولاية الفقيه والمهدي المنتظر؟ كذلك ماذا يفعل الحشد الشعبي العراقي على الحدود بين سوريا والعراق والأردن؟
والسؤال الكبير: كيف كانت سوريا أيام حافظ الأسد وكيف أصبحت بفضل قاسم سليماني المجرم، والسفاح بشار الأسد؟ وهل هذه سوريا التي نعرفها والتي كان العالم يحسب لها حساباً وقد أصبحت ولاية تابعة لِـ»ولاية الفقيه» يحكمها ضابط إيراني برتبة لواء؟ هذا إذا لم نتحدث عن الارهاب والميليشيات الطائفية التي أتى بها المجرم بشار الأسد بسبب غبائه وتمسّكه بالكرسي مسبباً بتهجير نصف الشعب السوري أي أكثر من 11 مليوناً إضافة الى نحو مليون قتيل وجريح، وتدمير البنية التحتية والمساجد والكنائس والجامعات والمستشفيات والمدن الكبرى مثل حلب وحمص وحماة ودرعا… وهذا كله من أجل أن يبقى على كرسي الرئاسة!
نعود الى مقدمة المقال وكلام وزير خارجية إيران الذي يتباكى على قطر فنقول له: اوقفوا تدخلكم في البلدان العربية لأنكم ستفشلون أنتم ومشروعكم في تشييع العالم العربي والعد العكسي بدأ يوم قرّر الملك سلمان بن عبدالعزيز «عاصفة الحزم».
عوني الكعكي