IMLebanon

اساءات للصليب والكهنة

من الذي يفتك بأهالي جبيل؟

على الاصعدة كافة يمكن للرائي ان يشاهد جبيل ومدينتها في احلى حللها مزدانة بالمهرجانات والطقش والفقش وسهر الليالي، كل هذا يمكن ان يكون مطلوباً كي يكون للناس متنفس في هذه البلاد الوعرة، الا ان ثمة اساسيات وضرورات العيش غير متوافرة، وهذا ان كان منظراً عجيباً يثار وفق المعطيات والارقام وهامات الناس التي تدعس عليها الدولة دون ان يرتفع صوت واحد لا من النواب ولا من رؤساء البلديات الذين انفتخ حجمهم حديثاً بحيث بات هؤلاء لا يرون ماذا يدوسون تحت اقدامهم بفعل بطونهم المنفوخة، ويكفي للدلالة على صحة ما سبق ايراد الوقائع الآتية :

ـ أولا ـ في مسألة المياه النادرة الوجود في المنازل وعلى اكتاف نهر ابراهيم فان اكثر من نصف القضاء وحتى مدينة جبيل بالذات لا تشرب مما تسميه مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، انما مياه للشفة مع ان الدلائل والفحوصات وحتى من خلال الرؤية  بالعين بالكاد يمكن استعمالها اذا وصلت للبيوت للحمامات فقط بالرغم من ان المواطنين يدفعون ما عليهم من موجبات مالية سنوياً الى مصلحة مياه جبيل.

وفي المقابل يتلقى اهالي القضاء وخصوصاً ساحل جبيل منه الكثير من الكلام الفارغ والوعود الكاذبة حتى اعتادت الناس الرياء الذي يرافق مراجعاتهم تقريباً كل يوم، وعلى سبيل المثال اقيمت في بلدة نهر ابراهيم بالقرب من النهر محطة لتكرير المياه على اساس ان تكون صالحة للشرب ليتبين انها مجرد محطة يعوزها الآتي :

أـ اولاً انها لا تعمل في الشتاء لان المياه تختلط بالتربة في النهر وليس في المحطة ما يكررها فيضطر العاملون فيها الى اطفائها، واذا ما سارت المياه في الصيف فان شح الكميات يقطع المياه عن المنازل!!

ب ـ ليس في المحطة التي تدعي مياه جبل لبنان اية مصفاة لا تكرير ولا من يحزنون باستثناء بعض كميات الحصى التي تمر من فوقها المياه وبالتالي هي غير صالحة لري المزروعات ولا لترتوي الحيوانات، وهذا الامر معروف لدى الجميع رسميين ومسؤولين ونواباً ووزراء وعلى رأسهم مدير عام المؤسسة جوزف نصير الذي اذا اجاب على هاتفه يعرب عن دهشته وكأنه يعيش في ادغال افريقيا.

ج ـ لا يوجد «موتور» كهرباء مخصص للمحطة بل تم استئجار كمية من الكهرباء من خلال موتور خاص يخص نبيل صليبا الذي لا يقبض اتعابه ويضطر في بعض الاوقات الى اطفاء مولده.

د ـ اما الانكى والاكثر خراباً وفتكاً للبيوت ما تقوم به مؤسسة كهرباء جبيل بحيث لا يصدق الناس ان الكهرباء تنقطع من السابعة صباحاً وحتى آخر الليل كل دقيقتين لتعود كهرباء المولد وهكذا دواليك مما يجعل محطة التكرير السيئة الذكر لا تدور سوى دقيقة واحدة لتعود وتنطفىء بعدها وهكذا دواليك حتى آخر الليل، والحجة في ذلك لدى امتياز جبيل لصاحبه ايلي باسيل انه يريد المزيد من كميات الانتاج والدولة ترفض اعطاءه لانها تقول ان لديه المزيد منها ولكنه من واجباته ان يوزع الخطوط بشكل متواز بين المصانع والمنازل، طبعاً هو غير متضرر ولكن وفق الارقام ان اكثر من عشرة آلاف شقة سكنية تحصل فيها اعطال كهربائية بشكل يومي، ولكن الى من تشتكي ما دام باسيل غير مسؤول حسب ما يدّعي بالرغم من معرفته بالامر منذ سنين عديدة، وبالارقام ان عدد الالات الكهربائية التي يتم التبليغ عنها بشكل يومي يفوق السبعين غسالة ومكواة ومكيف هواء عدا الخطر الدائم والداهم من امكانية احتراق البيوت وهذا حصل في اكثر من مرة.

ثانياً: لا مياه ولا كهرباء ويمكن ان تخدم اثارة موضوع الكهرباء امتياز جبيل في سبيل ضغطه على الدولة لاعطائه المزيد من الطاقة ولكن الدولة تعي ان الاسعار التي يأخذها باسيل متدنية جداً وبالتالي ارباحه كثيرة وواجباته ان يعمد فوراً الى العمل على حسن توزيع الطاقة، اما الطرقات فهي مقتلة مؤكدة لكل عابر سبيل واكثرية الحوادث حسب المتابعين لقضايا السير تقع ما بين طبرجا وآخر مدينة جبيل حيث يعمد السائقون الى السرعة بعد ازدحام خانق في اوتوستراد جونيه، اما اللافت والمؤذي في بلاد جبل فهو محاولة نزع طابع القروية والبلدية عن المدينة خصوصاً مع انتشار عشرات الملاهي الليلية التي يرتادها الشباب من مختلف المناطق ولكن لا أحد يراقب ما يحصل داخل هذه الملاهي من فحش وتناول الممنوعات وبالرغم من ذلك هناك مجموعة ملاه جديدة في طور الانشاء.

اما ما حصل بالامس بالذات حيث تمت الاهانة والاساءة للديانة المسيحية وسط مدينة جبيل من خلال مهرجان فني لفرقة «غريس جونز» حيث تم وضع الصليب المقدس ورسمه في الاماكن الحساسة من جسم احد المغنين في حين كان الحاضرون يصفقون له!!

ويضاف الى هذا العمل الاعتداء المعنوي الذي تعرض له كاهن رعية سيدة الدوير في بلدة الفيدار الاب طوني الخوري الذي يدير جمعية انسانية وفق العلم والخبر الرقم 1544 وهي تعتني بالمسيحيين العراقيين المهجرين في كردستان وتقدم لهم الادوية والحاجات الضرورية، الا ان اصحاب النيات السيئة وضعوا الكاهن في الظن من خلال دعم من وراء الكواليس من فاعل في الفيدار بعد ان سيطر على البلدية والمختارية والنادي يريد الآن وضع يده على الوقف الذي يساعد المحتاجين!! مع العلم ان المسؤولين في جمعية «من حقي الحياة» يستغربون عدم تدخل الدولة والقضاء ازاء هذه الممارسات الكاذبة.

من السهل الحديث عن جبيل وتقدمها ولكن القليل من الامعان في النظر يوحي بأن القضاء والمدينة فارغان من اي انشطة انسانية او طبية او معالجة قضايا الكهرباء والمياه والطرقات والاستشفاء، لا شيىء يوحي بوجود جبيل على الخارطة سوى هز الخصر والاساءة والانكفاء عن المعالجة مع ان مخالفات الابنية على قدم وساق من قبل اتحاد بلديات جبيل والمشرفين عليه… والبحث له تابع.