IMLebanon

التيجان والأحذية

سواء صحَّتْ أو لم تصحّ، تلك الرسالة الدبلوماسية النووية التي قيل: إنّ وزير الخارجية الأميركي وجّهها الى البطريرك الماروني بواسطة المطران بولس مطر من رحاب الأم الفرنسية الحنون.

فإنّ ما تسرَّب من معلومات عن المحادثات الرسمية للوزير الأميركي في باريس، يؤكد مضمون الرسالة «الكهنوتية» بأنّ الإنتخابات الرئاسية في لبنان مرتبطة بتوقيع الإتفاق النووي مع إيران.

هذا يعني، أنّ الرئيس اللبناني لن يكون رئيساً قوياً بالمفهوم الماروني التقليدي، بل سيكون رئيساً نوويّاً بالإنتخاب الأميركي – الإيراني.

وإذا كان الإمام الخامنئي قد «حرّم التسلّح النووي لأنه يتعارض مع المبادئ الإسلامية والفقهية، ويتعارض مع العقل والحكمة…» كما جاء في كتاب

«الوليّ المجدّد» للشيخ نعيم قاسم – ص (385 – 386).

فإنّ البطريرك الماروني يحرّم أيضاً «النوويّة» المارونية، التي تتعارض مع العقل والحكمة، وهي التي تقوِّض أمجاد الموارنة وتشوِّه مآثر تاريخهم، وتقضّ عليهم المضاجع والأحلام، ولطالما ابتهلوا وما زالوا يبتهلون كي ترفع عنهم «فخامة» هذه الكأس.

هل الموارنة حقاً «أصحاب اختصاص في الإنتحار» كما جاء على لسان وليد جنبلاط منذ أيام؟ وهل هم أسقطوا حقاً عن أنفسهم مواصفات الرئيس القوي في معادلة بين قوة التمثيل وضعف الإرتهان؟ إذْ حين يُتَّهم العماد ميشال عون مثلاً بأنه مرشح قوي، ولكنّ قوته تصبح بحكم الساقطة إذا كان مرشح دولة إيران.

فإنّ هذا الإتهام يردّه العماد عون منطبقاً أيضاً على من ينافسه مارونياً، إلّا إذا صنّف العماد عون بأنه المرشح الدولي الإقليمي، والرئيس الماروني النووي للإتفاق الأميركي – الإيراني النووي.

أيها الناس.الأرض تهتزّ تحت وطأة الزلازل من كل صوب، وإذا قلبت العروش رأساً على عقب، فقد تصبح التيجان أحذية والأحذية تيجاناً.

والبلد مطوق بألسنة اللهب، والنار في الداخل تحت الرماد.

أَفلا يكفي هذا، ليتنافس الزعماء الموارنة تحديداً، على رتبة التكليف في إطفائية بيروت قبل رتبة التشريف في قصر بعبدا؟ ولا يحقّ للإطفائي أن يطفيء النار بالنار، على طريقة أبي نواس: «وداوني بالتي كانت هي الداء» لأن حريق النار ليس كحريق الخمرة.