IMLebanon

غربان الشؤم  

 

بقَدْرٍ من المبالغة نقول إن البعض مازال يتوقع تأجيل الإنتخابات النيابية العامّة. وكأنها لم تُجرَ بعد! فثمة في هذا الوطن من يرفعون شعار التشاؤم، فلا يرون بارقة أمل واحدة. وهؤلاء لحسن الحظ، هم قلّة. إلاّ أنّ التشاؤم «مرض معدٍ» فالعدوى قد تتمدّد بسرعة، أفقياً، لتطاول الكثيرين… ما يجعل نعيق البوم يتصاعد وغربان الشؤم تحوم بأجنحتها الفاحمة فوق الوضع الحالي الذي نود أن نخالف هذه الموجة لنؤكد على أنه بخير.

 

فالبعض ساءه كثيراً اللقاءان اللذان عقدا يوم أول من أمس الثلاثاء في قصر بعبدا وفي بيت الوسط. يبني هذا البعض أوهامه على شقاق كبير بين القيادات والأطياف.وهم يتغرغرون بأمنياتهم إن عبر وسائط التواصل الإجتماعي أو من خلال مقالات ليس فيها سوى السلبية.

يقولون: «ما حدا ينغشّ. عون عنيد وبري أعند منّو. وبكرا تشوفو كيف رح تعرك بيناتن».

ويقولون: «ما رح نشوف يوم راحة. كل يوم رح توقع دبكة».

وكذلك: «عون ما رح يخلّي بري يتهنى برئاسة المجلس، بدو يشوفو اللي ما بينشاف. وبري مش قاصر عن رد الكيل كيلين».

وأيضاً: بعبدا عمبتزيت سلاحها: سيزار أبي خليل، وعين التينة عمبتزيت سلاحها: علي حسن خليل… والمواجهة ع الباب».

ويقول آخرون: «خلص… إنكسرت نهائياً بين سعد وسمير».

ويضيفون: «بكرا بتشوفو إنّو المعركة بيناتن بالحكومة… وزرا سمير مش رح يخلّو سعد يمرّق ولا مشروع. وسعد رح يحاصرن وما يخلّي ولا واحد منهم يفتح تمّو. بدّو يقمعن» (…).

وهؤلاء وأولئك كانت صدمتهم كبيرة ومزدوجة. أنْ يزور الرئيس نبيه بري قصر بعبدا مصيبة… أما أن يزور سمير جعجع بيت الوسط، وفي اليوم ذاته أيضاً، فتلك هي المصيبة الكبرى. ولكنهم سرعان ما راحوا «يُعَزّون أنفسهم» ويروّجون أن الزيارتين ليستا أكثر من بروتوكوليتين ولن تسفرا عن شيء.

ولعل أكثر ما دفع بهؤلاء وأولئك لأن يفقدوا صوابهم أن يقوم شبه إجماع على ضرورة تسريع عملية تأليف الحكومة الآتية. إن بينهم وزراء ونواباً (سابقين وجدداً) يراهنون على تعثر تشكيل الحكومة ليس أياماً وأسابيع، إنما أن يستمر التعثر أشهراً طويلة! وهذا ليس تجنياً عليهم، إنما هو صورة واقعية عمّا يقال في المجالس وما ينشر كذلك بحرفيته.

وكان ينقصهم ذلك الصويحفي الخليجي الذي يدبّج «مقالات» عديدة يجزم فيها (أجل يجزم) بأن لبنان تنتظره المحن والمآسي في القريب العاجل، وبأنه مقبل على حروب أهلية وعلى عمليات تفجيرية، وبأنّ الدماء ستصل الى الرُكب في الساحات والشوارع. وهو (بلا زغرة) يزعم أنه يستقي معلوماته من مصادر وثيقة!

ولا نملك سوى أن نتوجه بالدعاء الى العزّة الإلهية ضارعين: اللّه يشفيهم… وأن نطالب بالتعامل معهم قضائياً بما يوازي إساءاتهم الى هذا الوطن.