IMLebanon

ايام حاسمة قبل اعلان الاستقالة رسمياً

 

قبل ان تبدأ انتهت الاستشارات التي بدأتها بعبدا على خط «التريث»، فتصريحات الزوار كانت كفيلة ببيان حقيقة موقف كل طرف الذي ما زال متمترسا خلف موقعه، في شأني سلاح حزب الله والنأي بالنفس مع استمرار هوة الخلاف. مواقف كان استبقها الرئيس سعد الحريري بتصريح «ناري» تجاه حزب الله، رغم مغادرته القصر الجمهوري برفقة الرئيس بري دون الادلاء اي منهما بموقف.

وحده رئيس كتلة الوفاء للمقاومة خرج مرتاحا من لقائه «الرئيس المقاوم»، معيدا التأكيد على الثوابت من السلاح وان بلغة مبطنة وسلسة، فيما غردت الكتائب والقوات خارج السرب، رغم طمأنة رئيس الاخيرة الى عدم خروجه من الحكومة منفردا، الذي امسك رئيس جبهة النضال الوطني جناحيه من الوسط، مستندا الى تغريدة اكثر من معبرة.

غير ان اوساطا سياسية متابعة اشارت الى ان رئيس الجمهورية «محرج» تجاه فرنسا ومصر، بعدما كان ابدى انفتاحه واعدا ببحث جدي لمسألة الناي بالنفس وآلية تطبيقها، وهو لاجل ذلك كثف من اتصالاته بقيادة حزب الله المباشرة وغير المباشرة ضاغطا باتجاه اعتماد صيغة ترضي الاطراف، خصوصا انه تعهد للحريري بتقديم كل الدعم السياسي الضروري له للسير في الحكومة ولمقاومة الضغوط الخارجية.

وفي هذا الاطار اشارت المعلومات ان فترة السماح التي قدمها الحريري ستنتهي فور انتهاء المشاورات في بعبدا واعلان رئيس الجمهورية لموقفه،في ورقة ينكب فريق رئاسي على اعدادها، تؤكد كل المصادر ان الحريري سيرفضها نافضا الغبار عن الاستقالة المجمدة ليكون عندها لرئيس الجمهورية الفصل بها، خصوصا ان الاتصالات جارية على قدم وساق بين دول غربية والمملكة العربية السعودية لاصلاح العلاقة على خط الرياض ـ بيت الوسط، حيث تشير مصادر ديبلوماسية ان لا قيمة لاي مسعى في لبنان في حال اصرت المملكة على سحب يدها ودعمها من الحريري. فالحاضنات على انواعها  التي حظي بها رئيس الحكومة لن تغنيه بأي شكل من الأشكال عن العلاقة مع المملكة، على الرغم من كل ما يقال عن الظروف التي رافقت إعلانه الإستقالة من الرياض.

وتتابع المصادر بان الفرنسيين يواكبون المشاورات التي يجريها الرئيس عون للخروج من الازمة بحركة اتصالات واسعة في الكواليس على خط طهران الرياض يتولاها الرئيس ماكرون شخصيا، انطلاقا من قناعة فرنسية بأن اي تفاهم لبناني لا يمكن ان يبصر النور الا بتعاون ايراني ـ سعودي، معتبرة ان الحوار الجاري يركز على ضرورة تحييد لبنان والتزام النأي بالنفس والتشديد على مرجعية اتفاق الطائف، على أن يلتقي رئيس الجمهورية في نهاية مشاوراته الأسبوع الجاري، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري لوضعهما في الأجواء، ومن ثم يصار إلى اتخاذ الإجراء المناسب بما يتصل بالأزمة الحكومية، سواء بإعادة التأكيد على مضمون البيان الوزاري للحكومة الحالية، أو تشكيل حكومة جديدة وفق بيان وزاري يستجيب لمتطلبات المرحلة الجديدة.

مصادر مقربة من الرئاسة اشارت الى ان الرأي استقر في بعبدا على ان عقد اي طاولة حوار غير مجد في هذه المرحلة، لذلك تم الاستعاضة عن ذلك بحوارات ثنائية على ان ان يعمد فريق رئاسي الى الخروج بورقة موحدة مستقاة مما سمعه الرئيس عون خلال المشاورات، تكون مدخلا لانقاذ التسوية الرئاسية عبر ترميم الثغرات التي استجدت خلال الفترة الماضية، مع مراعاة المصلحة الوطنية العليا، مركزة على ان مشاورات بعبدا تمحورت حول سؤالين استمزج رئيس الجمهورية آراء زواره حولهما وهي، آلية الدفاع عن النفس وعن لبنان في مواجهة الاعتداءات الخارجية،اولا، وثانيا، ما هو السبيل لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم.

اوساط التيار الازرق رأت من جهتها ان الظروف المحلية والاقليمية والدولية تتقاطع عند ضرورة ايجاد حل جذري لمسألة النأي بالنفس خصوصا بعد النكسة التي اصابت اعلان بعبدا، خصوصاً ان العمليات العسكرية في العراق وسوريا ضد تنظيم «داعش» انتهت تقريباً ما يعني «إنتفاء» مُبرر التواجد العسكري في ساحتهما، علما ان نتائج تدخل حزب الله خارج الحدود اصبحت فوق طاقة الكل على احتمالها بما فيهم الحزب نفسه، كاشفة ان المستقبل تقدم خطوة الى الامام في فكه الارتباط بين مسألة السلاح والنأي بالنفس.