لا شك في أنّ الكلام الذي قاله الوزير الصديق نهاد المشنوق عبر التلفزيون يوم الخميس الماضي والذي لاقى ويلاقي المزيد من ردود الفعل المتفاوتة، قد أفسح في المجال أمام الحاسدين، إنتقاماً من نجاحات الوزير المشنوق الكبيرة، وقد أضحت «الداخلية والبلديات» من أهم الوزارات اليوم، وقد أعاد إليها بريقها كما أيام ريمون إدّه وكمال جنبلاط.
أكيد، عندما ينجح الانسان، وبالذات المسؤول، يكثر الحاسدون والمصطادون في الماء العكر.
طبعاً جاء كلام الوزير المشنوق بعد الانتخابات البلدية التي كانت غير متوقعة بنجاحها الكبير، ولم يكن السياسيون (كلهم تقريباً) يريدونها، ولكنهم أجبروا على السير بها مكرهين أمام إصرار الوزير المشنوق الإلتزام بالمواعيد القانونية.
ويهمنا أن نقول هنا إنّ علاقة الوزير المشنوق بالسعودية مميّزة، وهو يعتبر أنّ لقاء السعودية ومصر، وهما أهم بلدين عربيين، سيكون لمصلحة الأمة العربية كلها، ولبنان لا يستقر إلاّ بعلاقات مميزة مع البلدين الكبيرين.
واللافت أنّ هذه الهجمة على الوزير نهاد المشنوق كون الناس اعتادوا على المسؤولين والسياسيين ألاّ يقولوا الحقيقة على عكس الوزير المشنوق الذي اعتاد قول الحقيقة، وكان كلامه بمثابة صرخة ألم على الفراغ الرئاسي، وليس أي كلام آخر.
والكلام الذي يستهدف وزير الداخلية ليس فيه أي حد، ولو الأدنى، من الصدقية، إنه مجرّد تهم سخيفة لا تستحق أي رد.
وللتذكير، في «فليطة» هناك 500 مسلم سنّي لاحظ الوزير انهم محصورون بين «حزب الله» و»النصرة» و»داعش» فكان لا بد من أن يتخذ الوزير تدبيراً يقتضي بعقد اجتماعات وإجراء اتصالات تسهّل لهم ظروف حياتهم… فجاءت تلك الاتصالات واللقاءات مدار انتقادات سخيفة.
أخيراً، أعجب أن يكون نهاد المشنوق الذي تربطه بالشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري وبالرئيس سعد الحريري الذي يعتبره أخاه، أشد الروابط والاحترام المتبادل… أعجب ألاّ يعبّر عن الألم الذي يعاني منه أهل السُنّة في لبنان.