IMLebanon

صرخة البطرك

 

كان لنا شرف لقاء مع غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس كوفد لنقابة الصحافة اللبنانية.

 

بدا سيّد بكركي متألماً لما آلت إليه الأوضاع في لبنان إنطلاقاً من عدم تشكيل حكومة وقال: في 25 أيار قيل لنا إنّ تشكيل الحكومة سيستغرق عشرة أيام… قلنا طيّب، ولكن تبيّـن لنا في ما بعد أن الحكومة لم تشكل ويتكرر الوعد أسبوعياً ولكن لغاية اليوم لم تشكل الحكومة.

 

وقال غبطته إنّه يسمع عن معايير وبدعاً وطروحات جديدة كلها بعيدة كل البعد عن الدستور… وهناك أعراف وبدَع جديدة أسمعها لأوّل مرة… وزاد: ماذا يعني حكومة وحدة وطنية وفي الوقت ذاته هناك خلافات كبيرة داخل الحكومة معروفة للجميع.

 

وقال: يتبيّـن لنا أننا بحاجة الى حكومة متخصصين مصغّرة إذ إنّ تاريخ الحكومات الصغيرة يثبت أنها كانت الأكثر إنتاجاً وفعالية، وللأسف فإنّ فشل الحكومات الكبيرة واضح… وقال أيضاً إنّه سأل السفير المصري عن عدد الوزراء في الحكومة المصرية فأجابه 32، وعدد سكان مصر فوق الـ100 مليون… والسؤال: لماذا نحن بحاجة الى حكومة من 30 وزيراً؟ هل المطلوب إرضاء الزعماء؟ وماذا عن الشعب؟

 

الأهم من هذا وذاك أنّ الشعب اللبناني هو شعب مظلوم يعاني من كل شيء اذ لا كهرباء ولا مياه ولا تشكيل حكومة. وصرنا  بحاجة الى سنتين ونصف السنة لانتخاب رئيس للجمهورية والدستور ينص على أنه علينا أن ننتخب رئيس الجمهورية قبل مدة انتهاء الولاية خلال شهرين، فمن أين جاؤوا ببدَع جديدة، فلا يُنتخب الرئيس إلاّ بعد سنتين وأكثر.

 

نصف الشعب اللبناني لم يشارك في الانتخابات النيابية، ولهؤلاء الحق أن يكون لهم ممثلون في الحكومة…

 

ثم ماذا عن الثلث المعطل؟ لأوّل مرة نسمعها! والمطلوب أن يكون تشكيل الحكومة محصوراً برئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، هكذا يقول الدستور ولكن ما يجري عكس ذلك… لا أعرف لماذا؟؟؟

 

وعن المصالحة التاريخية التي تمّت برعايته في بكركي بين الزعيم سليمان فرنجية ابن الزعيم طوني فرنجية  وحفيد الرئيس سليمان فرنجية أحد أكبر زعماء لبنان بعد عقود طويلة من الخلاف مع سمير جعجع، وهذا شيء جميل إذ يجب أن تتبعه مصالحات عند جميع الطوائف.

 

وعن زيارة قداسة البابا التاريخية لأول مرة الى الخليج العربي بدعوة من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث دُعي غبطته الى مؤتمر حوار الأديان ورُغب إليه أن يلقي كلمة، فقال: هذه سنة التسامح. ويوجد في دولة الإمارات وزارة اسمها وزارة التسامح.

 

أخيراً، إنّ صرخة الضمير التي يطلقها غبطته في المناسبات كافة خصوصاً في عظة الاحد هي نابعة من القلب ومن شعوره بوجع الناس ومعاناتهم.

 

عوني الكعكي