IMLebanon

صرخة وجع!  

دهمهم الوقت. دهمهم جميعاً. لم يعد ثمة مجال الى مزيد من التذاكي والشطارة. إنها ساعة الحقيقة. فكيف سيتصرّفون؟

هوذا السؤال المركزي. أجل! كيف سيتصرفون؟ وإلى أين من هنا؟ وهل ضاقت الخيارات؟ وهل آن أوان الإسترخاء النفسي تمهيداً لحل يحفظ، على الأقل، ما يتيّسر حفظه من ماء الوجه؟

«يكفي بقا». يكفي شد الحبال! يكفي تجاذب لحاف قانون الإنتخاب. يكفي لهؤلاء «الآلهة» التلاعب بالناس. يكفي ما مارسوه، حتى الآن، من «مهارات» و«شطارات» قد تؤدي الى شطر البلد عمودياً أكثر ممّا هو مشطور، وأكثر مما هو مأزوم، وأكثر ممّا هو على حافة الهاوية؟

إلى أين يريدون أن يمضوا بنا؟ وماذا يريدون من هذا الشعب ماذا يريدون منه ولم يعطهم؟ وفي المقابل ماذا قدّموا ويقدّمون له، غير تجييش العصبيات واستنفار الحساسيات واللعب على أوتار المشاعر؟!.

إننا في الدقائق الأخيرة من ربع الساعة الأخير… إننا في مواجهة الحقيقة التي (مثل التاريخ) لا ترحم. والأيام تمر سريعة بسرعة تدهور حال الناس فتساقطوا الى ما دون خط الفقر في بلد كان يعتز بأنه واحد من بلدان قلّة تنمو فيها الطبقة الوسطى… فلم يعد من وسطى ولا من يتوسطون، بل تتجمع الثروات الوطنية في أيدي القلة على حساب الكثرة.

والمنطقة تغلي. والحروب تحوطنا ولا ترحم فضحاياها بمئات الألوف، بل بالملايين، وإذا كان هذا الوطن الصغير المعذّب في منأى منها، حتى الآن، فقد غرق في معارك وحروب أخرى قد تكون أشد وأدهى… فهل نذكر حرب الإقتصاد؟ أو حرب إنهيار سلم القيم؟ أو حرب الضحالة الفكرية، وتراجع المستوى الفني والأدبي والتعليمي في شقيه المدرسي والجامعي؟ وجمود حركة التطور؟ والتخلف في مواكبة عصر التكنولوجيا؟ وتنامي هجرة الشباب والكفاءات عموماً؟!. وماذا عن سائر مناحي الحياة مرتفعة التكاليف، فإذا كل قيمة في تراجع وكل سيئة في ارتفاع؟!

هل هذا هو لبنان الذي عرفناه منارة هذا الشرق بحق وحقيق، فأصبحنا في ذيل القافلة؟!.

تكراراً: إنها أيام معدودة، فماذا تنتظرون؟

ألم تأتكم أخبار الذين يبحثون عن اللقمة في مكبات النفايات؟

ألم يصل مسامعكم أنين المرضى  والموجعين والمتألمين والمصابين؟

ألم يبلغكم عن الذين يسقطون (يومياً، تقريباً) بالرصاص الطائش؟

ألم تروا صور المؤسسات التي تقفل أبوابها؟

ألم تقارنوا بين الأفواه الجائعة والأشداق المفتوحة الشهية والنهم على إستحلاب آخر نقطة من هذه البقرة الحلوب التي إسمها: وطن متروك الى مصيره؟!.

«كفاكم بقا». وهلّموا الى حد أدنى من التوافق وخلصونا من هذه الحال التي تتقاسمون المسؤولية عنها.

إنها صرخة الناس نوجهها اليكم علّ بعضاً من بقية باقية من المسؤولية تحرك الضمائر!