Site icon IMLebanon

“الصواريخ الكوبية” في إيران

لم تمض ساعات على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفع الحظر عن تصدير صواريخ “اس – 300” الى ايران، حتى بعث الرئيس الاميركي باراك اوباما برسالة ملتبسة الى طهران، عبر تسوية عقدها مع الكونغرس، تعطي المشرعين الاميركيين الحق في مراقبة أي اتفاق نووي نهائي من المحتمل توقيعه مع ايران في نهاية حزيران الجاري. فهل ابطلت التسوية الاميركية الداخلية مفاعيل صفقة الصواريخ الروسية؟

إذاً تبقى اهمية القرار الروسي في الرسائل المشفرة التي وجهها في هذا الوقت بالذات. القرار جاء بعد يومين من جلوس أوباما والرئيس الكوبي راوول كاسترو وجهاً لوجه في بناما في محاولة لطي آخر فصول كتاب الحرب الباردة في أميركا اللاتينية بما يعنيه ذلك من خسارة روسيا آخر ما تتمتع به من نفوذ في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة. فهل أراد بوتين نقل “الصواريخ الكوبية” الى ايران؟

طبعاً، ليس المعطى الكوبي وحده هو الذي يتحكم بآلية اتخاذ القرار الروسي، إذ ثمة دوافع أخرى لا تقل عنه أهمية، منها اشارة روسية إلى أن موسكو، سواء تم توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ام لم يوقع تعتزم التحلل من نظام العقوبات الدولية المفروضة على طهران، وخصوصا بعدما باتت روسيا نفسها ضحية لهذا النظام اثر تفجر الازمة الاوكرانية وقرار الغرب انتزاع اوكرانيا من دائرة النفوذ الروسي وضمها الى دائرة النفوذ الغربي، عقابا لموسكو على مساندتها النظام في سوريا طوال أربعة اعوام من الحرب. فهل أتى القرار الروسي في هذا المجال ليؤشر لاعتزام بوتين كسر نظام العقوبات على ايران، بما يجعل مخاطر عدم توقيع اتفاق نووي أقل كلفة على طهران المحصنة بالصواريخ الروسية؟ ثم ماذا عن بدء تنفيذ اتفاق تبادل النفط الايراني بسلع روسية في هذه المرحلة بالذات؟

ثم ما هو الرابط بين القرار الروسي و”عاصفة الحزم” السعودية في اليمن؟ لقد قال بوتين صراحة إن الصواريخ ستشكل عامل ردع في المنطقة على خلفية الحرب في اليمن وتصاعد مخاطر الانفجار الاقليمي والشامل.

فهل أراد بوتين أن يقول إنه يقف الى جانب طهران في المواجهة الاقليمية؟ في حين أن امتناع موسكو عن استخدام الفيتو لإحباط مشروع القرار الخليجي في مجلس الأمن عن اليمن، يبعث برسالة توحي بأن موسكو لا تريد قطع الخيوط مع السعودية.

على أي حال، ينطوي القرار الروسي على رسائل كثيرة موجهة الى أميركا في الدرجة الاولى في عالم يشهد تقلبات وتحولات سريعة.