IMLebanon

ثقافة الموت ثقافة الحياة

 

لا يمكن لمن استمع الى خطاب الرئيس سعد الحريري وإلى خطاب السيّد حسن نصرالله إلاّ أن يصل الى نتيجة أنّ الفرق بين الخطابين واضح وجلي.

يدعو الحريري الى ثقافة الحياة، بمعنى أكثر الى: العِلم، والتقدّم، والإزدهار، وبناء الدولة والمؤسسات، ودعم الجيش، ووضع استراتيجية دفاعية..

فيصير لبنان كما أراده رفيق الحريري:

المطار، «السوليدير»، المدينة الرياضية، الأوتوسترادات…

وشاهدنا نماذج عما حققه العِلم مثال محمد ياسين الذي حقق 180 مليون دولار في الولايات المتحدة الأميركية وعاد الى لبنان…

ودعوة «حزب الله» ليعود من سوريا ومن العراق حيث لا نتيجة سوى القتل والقتل المضاد: قتل الشعب السوري وقتل الشعب العراقي وسقوط القتلى من الحزب بالعشرات.

يدّعي نصرالله أنّه يحارب «داعش»، فأي معركة مع «داعش» خاضها؟ وأين؟ ومتى؟ وماذا كانت نتيجتها؟

ثم لماذا لم يأتِ على ذكر العسكريين اللبنانيين من جيش وقوى أمن داخلي، فهل فاته أن يذكرهم أو أنّه تناساهم كما تناسى تفجيرات الضاحية وطرابلس وسائر العمليات الانتحارية والتفجيرات التي جاءتنا الى لبنان بسبب تدخله في سوريا.

وشدّد سعد الحريري على انتخاب رئيس للجمهورية لاكتمال شكل ومضمون الدولة التي تبدو شبه مشلولة بسبب الفراغ الرئاسي.

ومن أسف أنّ جماعة السيّد نصرالله مشغولة بعدد الحضور… وأحد السخفاء أجرى مقارنة بين الأعداد من الحاضرين في كلا المناسبتين… وبدا منتشياً في المحصّلة… وكأنّ القضية هي هنا، وكأنّ كل الأمور طبيعية في لبنان، وكأنّ مئات الشباب من «حزب الله» لا يسقطون في سوريا في حرب عبثية إكراماً للإيراني أو التزاماً بتعليماته وأوامره.

أمّا أحد الجهابذة الذي يتحدّث عن الكبير والمستقل والناضج، فمن أسف أنّ دعوة الناس الى الموت ليست كبراً… وأمّا الاستقلال والنضج فالرأي فيها لأوامر قاسم سليماني… ونذكر الجهابذة ومن وراءهم بالقول الشهير: «لو كنت أعلم»… وكيف أنّ صاحب القرار لم يعرف بعملية خطف الجنديين الاسرائيليين إلاّ بعد أربع ساعات من حصولها.

وأعجبني أيضاً الكلام عن العاقل وغير المتهوّر… فمن يورّط بلده في حرب يكون عاقلاً؟!. ولولا العناية الإلهية -وليس النصر الإلهي- لكنا مررنا بتجربة مماثلة قبل أيام قليلة…

إنهم ما زالوا يستخدمون لبنان ساحة للمقاومة والممانعة، ولكن فعلياً لطلب إجراء المفاوضات مع إسرائيل.

أخيراً، يا جماعة الخير، بدنا نعيش، لبنان بلد الحضارة، بلد العِلم، لبنان الجامعة، لبنان المستشفى، لبنان المكتبة، ومن لا يريد هكذا لبنان فليغادره الى الجولان، ولْيَدع غيره يعش، فمن أراد الحرب فليمارسها هناك… ومن يرد السلم فلْيبقَ هنا.

عوني الكعكي