صحيح ان الاحزاب الكبيرة لم تستنفر جماهيرها في تحرك يوم الأحد لكن بصماتها كما حملاتها في الاعلام ومواقف تجييش الرأي العام ضد العهد كانت واضحة وضوح الشمس ولم يكن صعبا اكتشاف ان المجموعات المتحركة في الشارع التي لا تنتمي الى الاحزاب الكبيرة من حزب سبعة ومجتمع مدني ومجموعات شبابية صوبت تحركها في اتجاه العهد والتيار الوطني الحر من خلال اللافتات والانتقادات ونالت الحكومة نصيبها من التحرك لكن ليس بالمنسوب نفسه الذي لقيه العهد الرئاسي.
من هنا فان تصريح وزير الخارجية جبران باسيل كشف المستور عن التحرك عندما تحدث عن متآمرين على العهد والتيار الوطني الحرعلى هامش التحركات التي حصلت في الشارع وهذا التأكيد وليد قناعة ان هناك من يستهدف العهد والتيار الوطني الحر.
هي المرة الاولى التي يستهدف فيها التيار الوطني الحر والعهد بتظاهرة موجهة بهذا الشكل وفق التيار فان كونه ممثلا في السلطة يضعه اليوم في مرتبة مختلفة عن الأمس عندما كان رأس حربة التظاهرات لكن التحرك كان موجها وومنهجا ضد العهد والتيار بصورة اساسية مع اعتراف العونيين بالازمة الكبيرة والخطيرة، تؤكد قيادات في التيار ان هناك من أعد التظاهرات في توقيت مشبوه اضافة الى الخربطة في الاسواق والمصارف خصوصا ان كل الهتافات والشائعات التي رفعها المتظاهرون تركزت على رئيس الجمهورية والعهد والتيار الوطني الحر.
وفق المصادر هناك ترابط بين ما حصل في نيويورك والحملة التي خيضت عن زيارة باهتة لرئيس الجمهورية وعدم رضى افرقاء على مواقف رئيس الجمهورية من منبر الامم المتحدة بالدعوة الى التحاور مع دمشق لاعادة النازحين السوريين خصوصا ان هناك فريقا يعارض هذا التوجه لفتح باب للحوار مع دمشق اضافة الى الدول الخارجية الرافضة لهذا التوجه لابقاء النازحين وعدم مغادرتهم الى اوروبا، وهناك تصويب على مواقف العهد ايضا وعن كلام نيويورك وجولة وزير الخارجية وما قاله باسيل امام الجالية اللبنانية ان «اهلنا في حزب الله ليسوا ارهابيين».
في الداخل تم من قبل عونيين رصد مواقف تعبئة ضد العهد مثل القول ان التيار الوطني الحر ممثل في السلطة بـ11 وزيرا وانه جزء من السلطة من اكثر من عشر سنوات، هذه المواقف اتت لدفاع الفريق الذي يتبناها عن مسؤوليته في التدهور الاقتصادي لرفع المسؤولية عنه ورميها على الآخرين ايضا.
الرد من قبل رئيس الجمهورية وفق مصادر التيار اتى سريعا بالتعميم الرئاسي باحالة من يسيء الى سمعة الدولة المالية الى التحقيق، ولدى دوائر القصر معلومات عن الاسماء والمواقع لمعدي المؤامرة الاخيرة ومن قام بنشر الشائعات ودس الدسائس في الشارع.
نظرية المؤامرة على العهد يعززها تحييد قوى سياسية عن تحميلها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي علما ان هذه القوى شاركت في الحكم من مرحلة الطائف، والمتآمرون على الدولة وفق الاوساط معروفون وهم مروجي الشائعات ومفبركي الاخبار عن انهيار البلد والزيارة الرئاسية الباهظة التكاليف والمتآمرون هم من يعرقلون عمل الحكومة ومشاريعها وانطلاق مسيرة الاصلاح.
رد بعبدا سيكون بكشف الاجندات والاهداف والمسؤولين الحقيقيين عن الازمات فرئيس الجمهورية لن يقبل تحميله تدهور الاوضاع وتركة الآخرين.