خطف مطار رفيق الحريري في بيروت الأضواء يوم الأحد، بعد صور الشاشات المقرصنة وبعد تعرّضه لهجوم سيبراني أدى الى تعطيل عملية تفتيش الحقائب إلكترونياً، ووصول رسائل مضلّلة الى هواتف المسافرين، تبيّـن ان شركة طيران الشرق الأوسط لم ترسلها.
لست خبيراً بالتكنولوجيا الحديثة وما يتفرّع منها، إلاّ أنّ العقل والمنطق والتحليل الموضوعي الرصين والهادئ يؤكد ان العدو الاسرائيلي هو المشتبه الأول، لأنّ طريقة الخرق والتعطيل الذي حصل بعده وصعوبة الاصلاح، وتفاصيل أخرى بقيت سرية، كلها تشير الى ان المرتكب جهة لديها تطوّر تكنولوجي كبير وخبرة كبيرة.
وتشير معلومات أوليّة الى أنّ الاختراق تمّ عبر Exchange Server.. الى ذلك اتجهت الأنظار أيضاً الى جنود الرب الذين نفوا معرفتهم بالأمر تماماً.
هذا من جهة… ومن جهة ثانية أشارت المعلومات (لم تؤكد رسمياً بعد) عن توقف موقع مطار بن غوريون في الأراضي المحتلة… هذا الخبر الثاني مستبعد، لأنّ موقع مطار بن غوريون من غير الممكن الدخول إليه من لبنان أصلاً.
بين خبرين أحدهما تمّ بالفعل والثاني لا يزال مبهماً وغير موثوق، يتساءل المراقب بكثير من الحذر: هل بدأت الحرب تتخذ منحى جديداً؟ وهل انتقلت الى حرب معلوماتية سيبرانية متطوّرة، وبدأ التخلي عن الاسلحة التقليدية القديمة حتى ولو كانت متطوّرة؟ وماذا بعد؟
الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاربي قال يوم الأحد الماضي: إنّ الحرب ستستمر بين إسرائيل وحركة حماس طيلة العام 2024. مشدّداً على حاجة الجيش الاسرائيلي مستقبلاً الى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لمواصلة القتال، فيما أكد المتحدث ان جنود الاحتياط سيعودون الى عائلاتهم ووظائفهم خلال هذا الاسبوع. من هنا يبرز التناقض الفاضح بين الحاجة الى الاحتياطيين وبين عودتهم الى عائلاتهم… تناقض مريب يثبت ان مسؤولي الكيان الصهيوني باتوا في مأزق، ولم يعودوا قادرين على التركيز.
الحرب في غزة أكملت شهرها الثالث ودخلت في الرابع، ولم تتمكن مساعي الوساطة الدولية من التوصّل الى هدنة بسبب إصرار «حماس» على شروطها وتعنّت نتانياهو.
الى ذلك، تشير المعلومات ان إسرائيل سحبت بعض دباباتها من بعض أحياء غزة بسبب الخسائر الفادحة التي تكبّدها العدو، فالفلسطينيون رغم مشاهد الألم والدمار صامدون… وإسرائيل تتخبّط في وحول غزّة، وهي تردد وهي تخفي فشلها، انها تحاول أن تغيّر تكتيكها وخططها، لتبدأ الحرب من جديد بأسلوب آخر وجديد. فهل تكون هذه الحرب السيبرانية وجهاً من وجوه هذه الحرب الجديدة… ربما.. ولكن مهما فعلت إسرائيل، ومهما بدّلت من خططها، واستقدمت من الاحتياطيين، ونقلت أحدث الأسلحة من الترسانة الاميركية، فإنها فاشلة فاشلة، ومهزومة ومأزومة.
نتانياهو وضع إسرائيل على حافة الهاوية… وها هو اليوم بتصرفاته الرعناء الغبية يدفع بإسرائيل نحو قاع الهاوية التي سببها لكيانه الغاصب.
المقاومة الفلسطينية ستنتصر حتماً… وإسرائيل الى جهنم وبئس المصير… فالفلسطينيون الأبطال أعادوا الكرامة للأمة العربية، وبرهنوا للعالم كله ان دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.. وإنّ الله لن يخذل المؤمنين الذين تمسّكوا به… وهم لنصر الله منتظرون.