IMLebanon

بين زيارة هوكشتين والأزمة القبرصية المستجدة ضاعت مساعي الرئاسة.. طبخة الرئاسة لم تنضج ولا ضمانات بعد المشاورات

 

فرضت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين إلى بيروت نفسها على باقي الملفات التي تشغل الساحة المحلية، باعتبارها مفصلية في سياق الجهود المبذولة لتجنب التصعيد على الجبهة الجنوبية والتحذير من توسيع رقعة الحرب، وهذه الزيارة دفعت إلى تراجع الإهتمام بالملف الرئاسي مع العلم أنه كان الخبر المحلي الأساسي ما قبل عطلة عيد الأضحى حتى وإن لم يتقدم ميللمترا واحدا.

اما بالنسبة إلى ملف العلاقة مع قبرص بعد موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فإنه اضيف إلى قائمة المتابعة، وانطلاقا من ذلك، فإن ملف الرئاسة لم يشقّ طريقه بعد وينتظر مشهد غزة والجنوب. ولم يسحب أي فريق يده من مسعاه الرئاسي كما يبدو إنما لا يزال يبحث عن كيفية إخراجه إلى مناخ التطبيق أو الالتزام به، خصوصا بعدما أدلى كل فريق برأيه بشأن التشاور والمواصفات الرئاسية ومدخل إنجاز الإستحقاق الرئاسي. ووفق المعطيات المتوافرة فإن ما من طرح أميركي حمله هوكشتين في الرئاسة لأن التركيز انصب على تهدئة الجبهة الجنوبية تفاديا لأي توتر يؤدي إلى الحرب الشاملة، وهذا يعني بصريح العبارة أن هذه المسألة متقدمة على ما عداها وأن الرئاسة متروكة للجهد الداخلي ومسعى اللجنة الخماسية.

 

وفي السياق نفسه، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أن واقع الملف الرئاسي مترنح وهذا ما يؤدي إلى فرملة أي مسعى فيه، لكن ثمة من يتحدث عن أن ما من صلاحية تاريخية لأي مسعى، وأن أي تطور يحصل من شأنه أن يجعل البحث به بشكل موسع معلقا، كما هو حاصل اليوم مع زيارة هوكشتين كما في تطور الموقف القبرصي بعد تهديد السيد نصرالله، مؤكدة أن العاملين على خط الملف الرئاسي عبروا عن امتعاضهم للتراجع الذي يسجل ورفع السقوف وحتى عدم التجاوب مع أي مسعى، وهناك إقرار بأن الإنتخابات الرئاسية اتجهت الى الذوبان المطلق في أحداث غزة والجنوب، وليس منطقيا إعادة إحياء أي مسعى طالما أن هناك فريقا غير مقتنع بجلسة انتخاب من دون تشاور، وفريقا وضع مقاربات وضمانات للتشاور، وهناك ما هو أبعد من ذلك يتصل بالحرب في غزة ولبنان.

وترى هذه المصادر أن ضمانات المعارضة والتي عبر عنها فريق المعارضة بالنسبة إلى التشاور تضع هذه الفرضية في موقع صعب خصوصا أن فريق الممانعة لن يقبل بأي حال من الأحوال سحب مرشحه قبل التأكد من سلسلة معطيات، كما أنه لن يقبل بألا تتم إدارة التشاور بالطريقة التي يريدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتعلن أن الحزب التقدمي الإشتراكي يواصل الضغط في سياق انضاج المسعى الذي يعمل عليه بشأن الرئيس التوافقي، حتى وإن لم يسمع كلاما مشجعا، على ما أن ما يظهره يعكس عدم تراجع عن مسعاه وإن التنسيق الذي يتم مع رئيس مجلس النواب قائم في الوقت نفسه، كاشفة أن لا دعوة حوارية تخرج من عين التينة قبل جلاء الصورة المتكاملة عن الحوار.

إلى ذلك، تقول المصادر نفسها أن ما من أسماء جديدة تم التداول بها وأن المعارضة تعمل على توحيد ضماناتها حول التشاور كي لا يبدو المشهد منقسما لأن كلها تصب في سياق جلسة الإنتخاب وعدم فرض رئيس للبلاد، وتعتبر أنه في كل الأحوال جاء تطور الموقف مع الدولة القبرصية ليجعل أي ملف سياسي أو غير سياسي مؤجلا خصوصا ان الدولة القبرصية تدرس اتخاذ الخطوات المناسبة، وهناك أسئلة تدور حول تعرض العلاقات اللبنانية – القبرصية إلى أزمة كبيرة لا يمكن معالجتها بسهولة، وهذا سبب جديد بتأخير النقاش مجددا بالرئاسة وتأجيل مواصلة أي مسعى داخلي.

قصة الرئاسة في لبنان لا تختلف عن قصة إبريق الزيت، حتى أن هذه القصة باتت عادية في حين موعد لبنان مع الرئاسة مؤجل حتى إشعار آخر.