لم يجد سماحة السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» ما يبرّر تدخله في اليمن وفي العراق وفي سوريا سوى ذريعة وحيدة ألا وهي «داعش».
أميركا وأوروبا والعالم كله يريد محاربة «داعش» ولو نظرنا الى كيفية تأسيس «داعش» وكيف نشأ وكيف أصبح يستقطب عناصر من جميع بلدان العالم وبالذات من أوروبا وأميركا وحتى الصين واليابان وأفريقيا… تقريباً من مختلف أنحاء العالم.
وأهم الدول التي جاء منها المقاتلون الدواعش:
تونس 3000 مقاتل – السعودية 2500 مقاتل – الاردن 2089 مقاتلاً – المغرب 1500 مقاتل – روسيا 1500 مقاتل – فرنسا 1200 مقاتل – لبنان 900 مقاتل – ليبيا 600 مقاتل – ألمانيا 600 مقاتل – تركيا 600 مقاتل – باكستان 500 مقاتل – أوزبكستان 500 مقاتل – بلجيكا 440 مقاتلاً – مصر 360 مقاتلاً – البوسنة 330 مقاتلاً – الصين 300 مقاتل – الجزائر 250 مقاتلاً – أوستراليا 250 مقاتلاً – هولندا 250 مقاتلاً – السويد 180 مقاتلاً – أميركا 130 مقاتلاً – اليمن 110 مقاتلين – أندونيسيا 60 مقاتلاً.
ولكن لنتذكر كيف انطلقت «داعش» في ما بات معروفاً على نطاق واسع… بداية أنّ أبو مصعب الزرقاوي هو اختراع صدّام حسين لمحاربة الاميركيين على أساس أنّ في العراق «قاعدة»، وعندما غزا الاميركي العراق احتضنت سوريا الزرقاوي تحت شعار محاربة الاميركيين، فأرسلوه في مهمات عديدة وكان يشرف على عمليات تفجير السيارات، والدليل أنّ حليف بشّار نوري المالكي شكا سوريا الى الأمم المتحدة متهماً النظام السوري بإرسال السيارات المفخخة.
وعندما بدأت الثورة السورية صار هذا النظام بحاجة لأن يزعم أنّه يحارب الإرهاب فأطلق من سجونه المساجين المتطرفين وكذلك أطلق أمثالهم من السجون العراقية لكي يتحركوا وينفذوا عمليات فيدّعي النظامان في دمشق وبغداد أنّهما يحاربان الإرهاب.
وأنا متأكد من أنّ سماحته عندما تدخل في سوريا اعترض شركاؤه في الوطن، فتذرّع بأنّه تدخّل لحماية المقامات الدينية… ولاحقاً صارت قوات «حزب الله» في حلب وبعدها في حمص.
ومن أسف نرانا مضطرين للعودة الى التاريخ، وإلى العام 1979 بالذات، عندما جيء بآية الله الخميني من باريس بعدما طرده صدّام حسين ورفضت الكويت استقباله، ومن يومها بدأنا ننسى العروبة والقومية العربية، وانتقلنا الى الحديث عن ولاية الفقيه، وهذا سنّي وهذا شيعي، فنسينا قوميتنا، وحتى في لبنان قبل ذلك التاريخ، وحتى في مطلع الحرب عام 1975 لم يكن من سنّي وشيعي… فأصبحنا في هذه المذهبية.
وللتذكير فإنّ الحرب التي اندلعت بين «حزب الله» وحركة «أمل» كانت لتقضي على الشيعة في لبنان لولا التدخل السوري…
فهل فات السيّد حسن نصرالله هذا الواقع، وهل نذكّره بأحداث الضاحية وإقليم التفاح؟
وسماحته يعلم تماماً أنّه لولا حافظ الأسد لكان الإقتتال بين الحزب والحركة عرف بداية ولم يعرف نهاية…
وهل نذكّره أيضاً بذلك الوالد الشيعي الذي أطلق النار على ولديه وكان أحدهما مع «أمل» والآخر مع «حزب الله»؟!
لا شك في أنّ التدخّل السعودي في اليمن عبر «عاصفة الحزم» وتعثر مشروع ولاية الفقيه في سوريا والعراق قد هزّا مضاجع آية الله خامنئي، لذلك لم نستغرب قوله: إذا سقطت دمشق ستسقط طهران، وقوله: الكويت هي البُعد الاستراتيجي لإيران.
وكان لا بد للسيّد حسن أن يعمل بتعليمات الولي الفقيه فيفتح دفاتره القديمة كما يقول مثلنا اللبناني بالذي يفلّس! فعاد الى القبور ونبش القبور… قبور الصحابة وقبور أمهات المؤمنين، ولم يجد ما يتحامل به على السعودية سوى الإدعاء أنّه في العام 1926 هدم الوهابيون القبور في المملكة وبالذات في مكة والمدينة.
واللافت أنّ سماحة السيّد لا يتوقف عن ذكر إسرائيل، متهماً السعودية وسواها بالتنكّر لقضية فلسطين، والواقع أنّ من تنكّر لهذه القضية هو السيّد نفسه من خلال القرار الدولي الرقم 1701 الذي جاء نتيجة لعملية (لو كنت أعرف) التي بدأت باختطاف حزبه جنديين إسرائيليين، وكان ما كان من رد فعل إسرائيلي أدّى الى انسحاب المقاومة الى شمال نهر الليطاني، أي عملياً إنهاء دورها وتوفير نوع من الحماية المستدامة لأمن إسرائيل، كما هو ثابت فعلياً في الهدوء القائم في الجنوب، بحيث لم يوجّه الحزب قذيفة أو رصاصة واحدة الى العدو الاسرائيلي، حتى عدم الرد على الإعتداءات الاسرائيلية، محتفظاً لنفسه بتحديد زمان ومكان المعركة إسوة بحليفه النظام السوري، مع العلم أنّه وحليفه لم يخبرانا بهذين الزمان والمكان.
عجيب غريب كيف أنّ من يكون في هكذا مقام، وبعد الإنجاز التاريخي بتحرير لبنان من الإحتلال الاسرائيلي، أخذ يتدخل ساعة في سوريا وساعة في العراق وأخيراً وليس آخر في اليمن، ودائماً بذرائع واهية.
صحيح أنّه يشارك في اليمن بـ500 عنصر وكادر فقط، إلاّ أنّ رمزية ذلك تعني انقطاع العلاقة بين «حزب الله» الحالي و»حزب الله» المقاومة الشريفة التي انطلقت في مواجهة الإحتلال الاسرائيلي في العام 1982 وحتى الإنجاز الكبير بتحرير العام 2000…
فهل يعود «الحزب» الى لبنانيته؟