IMLebanon

الموارنة أخضعوا معاوية و«شقعوا» رؤوس المماليك و«داعش» ومُشتقاته تفصيل صغير في حروبهم

اذا كان تنظيم «داعش» يعتمد اسلوب الصدمة وتعميم الرعب في المناطق التي اجتاحها من الرقة السورية وصولاً الى الموصل في العراق حيث اقتلع المسيحيون من المدينة العراقية الثانية واذا كان التنظيم التكفيري المذكور يقوم بعملية تطهير للاقليات في المنطقة كما حصل في جبل سنجار حيث اوقع مجزرة في الطائفة الايزيدية وسبى نساءها واطفالها فان الوحش التكفيري اراد من خلال ذلك تطبيق مقولة «اضرب الضعيف ضربة يخاف منها القوي» على حدّ قول مصادر متابعة ولكن هذا الاسلوب تحطم على مداخل مدينة كوباني الكردية التي حاول «داعش» اجتياحها منذ شهرين تقريباً ولكن مقاومة مجموعات الحماية الكردية له كسرت الاسطورة واثبتت ان «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بعبع من ورق وانه لم ينتصر في اي من المناطق التي احتلها كونها كانت تشكل بيئة سنية حاضنة للوحش التكفيري.

صحيح ان المنطقة باسرها ترقص على وقع المعارك مع التكفيريين في لعبة متقنة الاخراج انتجتها المطابخ الغربية وعلى رأسها الادارة الاميركية لاعادة ترسيم حدود دول جديدة تتراوح تلاوينها بين المذهبية والعرقية وفق الاوساط نفسها فلا غرابة ان تتأثر الساحة المحلية بالـ «تانغو» الدموي في المحيط واذا كان حلم التكفيريين بإقامة «امارة اسلامية» في لبنان واخضاع مكوناته للشريعة «الداعشية» فان هذا الامر عصي على التحقيق واذا كان النائب وليد جنبلاط حاول استباق العاصفة بمحاولة تحييد الدروز الا ان القلق الجنبلاطي وخوفه على طائفته لم تنتقل عدواه الى الشارع المسيحي وخصوصاً الموارنة منه كونهم الفوا القتال في لعبة الدفاع عن النفس منذ لجوئهم الى لبنان الى حد ان الراحل كمال جنبلاط ابان الحروب الاهلية في السبعينات قال لياسر عرفات «احذروا الموارنة اذا كفروا» فما حصل في العراق من اقتلاع للمسيحيين لن ينجح في لبنان كونه كان ولا يزال آخر معقل لهم فالموارنة استطاعوا اخضاع معاوية في حرب عصابات خاضوها ضد الجيش الاموي وارغموه على التنازل عن خراج جزيرتي قبرص ورودوس لصالح الامبراطور البيزنطي يوستينيان الذي اغتال قائدهم يوحنا مارون كونهم خرجوا عن املاءات القسطنطينية اما الحملة التي جردها المماليك لاخضاعهم فكانت نتيجتها هزيمة فاضحة للجيش المملوكي الذي وقع في كمين اعده الموارنة ودروز آل ابي اللمع ما بين المدفون والفيدار وصنعوا شقعة من الرؤوس حيث سمي المكان بـ «رأس الشقعة» وفق الخارطة اللبنانية .

وتضيف الاوساط ان الموارنة الذين يشكلون رأس حربة المسيحيين قاتلوا في الاحداث اللبنانية ببسالة وصلت الى حدود الوحشية والجميع يذكر مجزرة «السبت الاسود» التي جاءت ردة فعل على مقتل مجموعة من المسيحيين في كمين وقع في منطقة الفنار وما حصل من معارك في الاحداث اللبنانية ونجاح الفلسطينيين بمحاصرة الجبل المسيحي لم يخف المسيحيين وحكاية دين براون المبعوث الاميركي الى لبنان معروفة جداً يوم اجتمع باقطاب «الجبهة اللبنانية» ناصحاً اياهم بترحيل المسيحيين عبر الاساطيل الاميركية لكنهم رفضوا كونهم سكان البلد قبل غيرهم .

وتشير الاوساط الى ان المخطط الاميركي الذي ينفذه التكفيريون ليس بعيداً عن اعين المسيحيين في لبنان ولكنه لا يخيفهم كونهم تعودوا على البندقية التي تنتقل من جيل الى جيل في هذا الشرق المترامي الاحزان وان «داعش» ومشتقاتها لا تمثل شيئاً قياساً على ما خبروه في حروبهم مع الآخرين او في اقتتالهم ما بين بعضهم بعضاً وفق قول ابن خلدون في وصفه للعرب «لم يقاتلوا كما تقاتلوا» واذا كان اسلوب الصدمة والرعب عملة صرفت في العراق والمحيط فان صرفها في الميدان المحلي مستحيل كون الواقع اللبناني يختلف كثيراً وان الموارنة خصوصاً والمسيحيين عموماً وان تعودوا على الانقسامات فان الخطر التكفيري الممثل بـ«النصرة» و«داعش» ومشتقاتهما يوحدهم جميعاً لا سيما وان الامر يتعلق بصراع البقاء.