Site icon IMLebanon

«داعش» يتمدّد: الهدف الوصول الى البحر؟

يسود التوتر بلدة عرسال منذ بدء الاشتباكات بين تنظيمي “جبهة النصرة ــ فرع القاعدة في بلاد الشام” و”داعش” في جرودها قبل أيام، وصولاً الى جرود الجراجير السورية. ويتوجّس العراسلة من انتقال “المعركة” الى بلدتهم، خصوصاً أن شوارعها تشهد ظهوراً مسلحاً لعناصر التنظيمين، ما فرض نوعاً من حظر التجوال الطوعي في البلدة التي ترددت معلومات أن بعض العائلات بدأت بمغادرتها.

وقد تجدّدت الاشتباكات أمس بين التنظيمين الإرهابيين في جرود الجراجير، وامتدت الى معبر الزمراني ووادي الخيل وخربة الحصن وقرنة العويني ومدينة الملاهي وضهر اللزابة. وقالت مصادر مطّلعة إن مسلّحي “داعش” هاجموا معسكراً تابعاً لـ”النصرة” بين مدينة الملاهي وخربة حمام في جرود عرسال، فقتلوا خمسة من عناصرها وأسروا ستة، علماً أن الأخيرة كانت قد خطفت سبعة من مسلحي “داعش”. وأصيب في الاشتباكات القيادي في “الجبهة” جعفر رعد من بلدة القصير، كذلك قتل عدد من مسلحي “داعش”، من بينهم مسؤول إحدى المجموعات المدعو “أبو ماريا”. وهدّد “داعش” “النصرة”، بعد أسرها أحد مسؤوليه، بإعدام ستة من مسلحيها كان خطفهم خلال الاشتباكات وقام بتصفية اثنين منهم. كما هدّد بتوجيه “ضربة قاصمة” الى “النصرة” واحتلال مواقعها في مدينة الملاهي.

وأظهرت الاشتباكات زيف الادعاءات التي حاول البعض ترويجها عن مغادرة غالبية مقاتلي “داعش” جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع إلى الرقة، إذ شارك في الاشتباكات مئات من مقاتليه الذين ألحقوا الهزيمة بمسلحي “النصرة” وسيطروا على مواقع ومعابر لها أهميتها الاستراتيجية.

مصادر أمنية قالت لـ”الأخبار” إن هدف “داعش” من الاشتباكات “التمدد والسيطرة على مساحات واسعة، بما فيها قرى بقاعية، وهو لذلك يسعى الى إبعاد خصمه مستغلاً الظروف المناخية غير المناسبة للقتال، في محاولة لإحياء مخططه بإقامة إمارة تتصل بالبحر من جهة شمالي لبنان”. وهو المخطط الذي حذّر منه قائد الجيش العماد جان قهوجي أكثر من مرة سابقاً. وأوضحت أن “النصرة” بدأت الهجوم “كخطوة استباقية لتوسيع رقعة سيطرتها بدل التقوقع في وادي الخيل ووادي حميد، فيما يسيطر داعش على جزء كبير من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع والجرود السورية في الجراجير وقارة ووادي ميرا والرحيبة”. وحذّرت المصادر من أن خطة “داعش” التوسعية “تشكل خطورة على مراكز الجيش اللبناني ونقاطه المتقدمة، خصوصاً أن محاولات تسلل المسلحين باتت شبه يومية، وربما تكون بهدف استطلاع قدرات الجيش”.

في المقابل، تؤكد مصادر عسكرية “جاهزية الجيش، ويظهر ذلك من استهدافه تحركات المسلحين وتجمعاتهم والتأكيد على حماية حدود القرى اللبنانية من المخاطر الإرهابية”. وعلمت “الأخبار” من مصادر أمنية أن تقارير أمنية وردت الشهر الجاري تفيد عن “تخطيط مجموعات إرهابية لاستهداف معظم المراكز العسكرية في آن واحد، في منطقة عرسال، باستعمال دراجات نارية وسيارات مفخخة”.