أكاد لا أصدّق أنّ «داعش» في سرت… فماذ أوصلها الى هناك، سرت هي مدينة معمر القذافي.
وبعدما حاولت البحث عن سر هذا الوجود الداعشي في هذه المنطقة الليبية، تبيّـن لي أنّ العالم لم يكتفِ بتخريب سوريا والعراق في إطار المشهد العربي المشرقي، بل يريد أيضاً تخريب المغرب العربي.
والسؤال البدهي: لم لا؟
ببساطة: أي حرب في أي بقعة من العالم تكون في مصلحة الدول العظمى وبالأخص صانعي الأسلحة، هذا أولاً.
ثانياً- إنّ منطقة سرت غنية بالنفط، وهنا نتذكر سوريا والعراق، فعندما بدأ هذا التنظيم انطلق بداية من الحسكة في سوريا وامتد الى الموصل في العراق… والمنطقتان غنيتان بالنفط.
ثالثاً- لو عدنا الى بداية انطلاق وإنشاء هذا التنظيم لتبيّـن لنا أنّ النفط السوري بدأ يُباع من تركيا واليونان بما لا يزيد عن 30٪ من ثمنه، وكذلك الحال بالنسبة الى نفط الموصل العراقي.
وهنا السؤال الكبير: من المستفيد من هبوط هذه الأسعار؟!
المستفيد هو الدول المستهلكة… وهكذا بات لتركيا واليونان وعبرهما بعض الدول الاوروبية المحتاجة الى النفط القدرة على شراء النفط بالاسعار المخفضة.
رابعاً- روسيا تعتمد على الذهب والنفط… وعندما تهبط أسعار النفط تتبعها أسعار الذهب، وهذا يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الروسي، ووفق المعلومات بدأت روسيا تعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب أوكرانيا، اذ انخفض احتياطيها من العملة الصعبة من 500 مليار دولار الى 358 ملياراً وهذا رقم كبير.
وما يصيب روسيا هنا يصيب إيران أيضاً التي تعتمد في اقتصادها على النفط.
نعود الى سرت، وهنا أوجه كلامي الى القيادة المصرية، فأقول إنّه لن يقضى على «داعش» في سرت إلاّ بعمل عسكري كبير يفترض أن يتم، كعملية عسكرية خاطفة، من دون استئذان الاميركيين الذين ليست لهم مصلحة اليوم بالقضاء على «داعش»، والدليل أنّه منذ ثلاث سنوات لو حلّوا عقدة بشار (قضية السلاح الكيماوي) لما كانوا وصلوا وأوصلوا المنطقة الى «داعش»… ولكنهم تغطوا بالكيماوي ليتركوا بشار يقتل الشعب ويدمر البلد.
إنّ الموقف الاميركي متذبذب دائماً وآخر همومهم العرب ومصلحتهم، أمّا واشنطن فتسعى الى مصلحتها على حساب القِيَم والأخلاق والمبادئ الدولية كلها.
عوني الكعكي