عندما كانت الراجمات والمدافع والصواريخ السورية تدمر الاشرفية وزحلة والدورة ودير عشاش وطرابلس وصيدا والعديد من المدن والبلدات اللبنانية.
وعندما كانت الحواجز السورية الثابتة والمتنقلة تنشر الذعر والخوف في قلوب اللبنانيين الذاهبين الى اعمالهم او العائدين منها، لانها كانت عبارة عن مصيدة لصيد اللبنانيين وضربهم واهانتهم وخطفهم ونقلهم الى مراكز التعذيب والقتل المنتشرة في كل لبنان تقريباً.
وعندما اجتاحت القوات السورية القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، واعدمت الجنود والضباط والعديد من المدنيين.
وعندما، وعندما، وعندما، عملت المخابرات السورية ما لم يعمل من تركيب ملفات وخطف شخصيات، وقتل ناس وترهيب اخرين، كان اصدقاء سوريا وعملاؤها يبلعون السنتهم، واذا نطقوا فلكي يحرضوا على المزيد، كما كان بعض وسائل الاعلام يتصرف وكأن البلد بالف خير، وان قوات الردع السورية تحفظ الامن والاستقرار، وتحمي البلد من اسرائيل وعملائها.
القوات السورية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بعد انتفاضة 14 آذار المباركة، خرجت من لبنان، لكن اصدقاءها وعملاءها، وبعض وسائل اعلامها، تركتهم وراءها للافادة منهم في الايام الصعبة، ولم تتأخر كثيرا الايام الصعبة، ونشبت في سوريا حرب مدمرة منذ خمس سنوات ونصف السنة، ونزح الى لبنان وحده حوالى مليون ونصف المليون سوري اضافة الى عشرات الالاف من الفلسطينيين الذي لجأوا الى سوريا منذ العام 1948 بحيث اصبح عدد النازحين
السوريين واللاجئين الفلسطينيين، يتجاوز المليوني نازح ولاجئ اي حوالى 40 بالمئة من عدد اللبنانيين المقيمين، ولاجل المزيد من النحس الذي يرافق اللبنانيين في هذه الايام، صودف وجود هؤلاء مع بداية ازمات سياسية واقتصادية يعاني منها لبنان، اهمها الصراع في الرئاسة الاولى والتعطيل في المؤسسات الاخرى، وتحويل لبنان من قبل المنظمات الارهابية والتكفيرية من دولة «النصرة» الى دولة المواجهة، وبدء عمليات تفجير في الضاحية الجنوبية، رداً على انغماس حزب الله في الحرب السورية، ثم وسع هؤلاء هجماتهم الارهابية الى بلدات اخرى كان اخرها عملية الهجوم على بلدة القاع الحدودية.
هذه العملية، فتحت عيون اللبنانيين اكثر على خطر وجود اعداد كثيرة من السوريين والفلسطينيين في لبنان، وزاد التخوف على اثر المداهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى في آلاف المخيمات العشوائىة للنازحين، والمدن والبلدات، والقاء القبض على اكثر من خلية ارهابية كانت تخطط لعمليات ارهابية دموية في مناطق الازدحام بالناس، لايقاع اكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف اللبنانيين واستنفر المواطنون كما استنفرت البلديات، واتخذت اجراءات وقائىة لدرء الخطر عن المواطنين، وقد تبين من اجراءات الدهم والتفتيش ان عدة مئات حتى الان من النازحين دخلوا لبنان بصورة غير شرعية ولا يحملون وثائق تثبت اماكن سكنهم في سوريا وخوفا من ان يكون الموقوفون يحملون احزمة ناسفة او اسلحة كان يتم ايقافهم الى الحائط بهدف تفتيشهم فمن كان وضعه سليما يطلق فورا ومن كان من دون اوراق ثبوتية او يشتبه بانتمائه الى تنظيم ارهابي او يحمل سلاحا يسلّم الى القضاء لاجراء اللازم.
هذه التدابير الوقائية البديهية التي تقوم بها جميع دول العالم لحماية مواطنيها لم ترق لبعض السياسيين واهل الاعلام فشنّت حملة كبيرة ظالمة على قوى الجيش والامن الداخلي، وشرطة البلديات مع «دستة» اتهامات بالعنصرية والشوفينية والطائفية الهدف الوحيد منها الضغط لتخلو الساحة اللبنانية امام اهل الشرّ، واستباحة لبنان وامنه وشعبه، وتسلّق شعبية فارغة مشبوهة على ظهر اللبنانيين الآمنين.
هذه المواقف جرّبت ايام الوصاية السورية وفشلت، وجرّبت في اكثر من مناسبة بعد الخروج السوري وفشلت وستفشل ايضا بالتحام الشعب مع جيشه وقواه الامنية ،من شرطة ودرك وقوى بلدية والمطلوب من وزارة الشؤون الاجتماعية بدلا من الكلام الفئوي ان تباشر فورا الى مسح سكاني للنازحين السوريين ولكل اجنبي على ارض لبنان، ووضع ملفات موثقة وصحيحة ودقيقة بالتعاون مع مديرية الامن العام لأن اللبنانيين يرفضون ان يكونوا ضحايا بريئة لمجرمين يعيشون بينهم خصوصا بعد اعلان النائب معين المرعبي ان اكثر من 700 شاب عكاري انضموا الى تنظيم «داعش» الذي له خلايا في كل مخيم سوري وفلسطيني، وحتى في كل بلدة لبنانية، وبعدها ألقى الجيش القبض على داعشيين في منطقة السبتية