حذر رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير أوروبا من التدخل لحل مشاكل الشرق الأوسط، لأنّ ذلك بدأ ينعكس عليها سلباً وأنّ الارهاب، الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط، بدأ يتمدد الى أوروبا التي لم تسلم من ضربات إرهابية كما حصل مؤخراً في بروكسل وقبلها في باريس وقبلها في لندن.
وأضاف انّ التدخل الايراني في العراق الى جانب الشيعة تحت شعار «ولاية الفقيه» يزيد من تصعيد الحرب الأهلية في العراق بين «أهل السُنّة» وبين «الشيعة» بالرغم من أنّ هناك تبايناً بين الشيعة العرب الذين يعتبرون مرجعيتهم النجف وكربلاء وبين الشيعة الفرس الذين يعتبرون أنّ المرجعية هي في قُم ويتبنّون مبدأ «ولاية الفقيه» و»المهدي المنتظر»… ومنذ مجيء آية الله الخميني والفتنة السنّية الشيعية تشتعل بلا هوادة تارة في حرب 8 سنوات بين إيران والعراق، وتارة ثانية في العراق نفسه بين الشيعة والسُنّة، وفي سوريا بين أقليّة علوية تحكم بقوة السلاح وبالحديد والنار عن طريق تركيبة عسكرية في الجيش تختصر في «سرايا الدفاع» التي أصبحت في ما بعد «الحرس الجمهوري» أي «الفرقة الرابعة».
من ناحية ثانية اتهم مسؤول عسكري كردي إيران بالسعي للسيطرة على مدينتي «كركوك» النفطية و»الموصل» ومن ثم إتمام «الهلال الشيعي» من لبنان الى سوريا مروراً بالعراق وصولاً الى ايران، وكان قد سبقه الى هذه الرؤية الملك الاردني عبدالله الثاني الذي حذر أكثر من مرة من موضوع «الهلال الشيعي»…
وقال حسين يازدان إنّ طهران من خلال ذراعها «حزب الله» أرسلت قوة من ألف عنصر مقاتل لدعم الحشد الشعبي في العراق ضد «البشمركة»، وحذر المسؤول الكردي من خطورة الوضع، وأعلن أنّ ميليشيات «حزب الله» تتمركز في منطقة «تازة» جنوب كركوك وأنّ قيادة هذه المجموعة هم ضباط في «فيلق القدس» الايراني التابع للحرس الثوري وإسمه «آغاي اقبالي».
وقال «يازدان» المسؤول الكردي إنّ الايرانيين طلبوا عدة مرات من حكومة اقليم كردستان فتح الطريق للايرانيين الى سوريا والسماح بالتنقل عبر أراضي الإقليم لنقل أسلحة وجنود، إلاّ أنّ الأكراد رفضوا.
على ماذا يدل كل ما ذكر؟! يدل على شيء واحد وهو أنّ التطرّف الشيعي هو الذي أنتج التطرّف السنّي المتمثل بـ»داعش» IsIs وأخواته من «القاعدة» الى «النصرة» الى الأفغان وإلى الشيشان وإلى عدد كبير من المنظمات الدينية المتطرفة…
لذلك لو كانت أميركا ودول التحالف العسكري الذي أنشئ لمحاربة «داعش» جادين في القضاء على «داعش» فعليهم أولاً محاربة «داعش» بأهل السُنّة وذلك يعني إزاحة النظام العلوي من سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأفرقاء وهذه الحكومة الجديدة تستطيع من خلال الجيش السوري الوطني وبمساعدة قوى التحالف القضاء على «داعش» في سوريا أي في منطقة الرقة هذا أولاً.
من ناحية ثانية تأليف حكومة وطنية في العراق من دون غبن لأهل السُنّة، والجيش العراقي الوطني كفيل بمساعدة قوى التحالف بالقضاء على «داعش» في الموصل وهكذا، هذه خريطة الطريق لو كانت أميركا مع تحالفها تريد حل مشكلة العراق وسوريا والقضاء على «داعش» آخذين في الإعتبار عدم ترك العراق للقرارات والمصالح الايرانية لأنّ حال الفوضى والقتل اليومي اللذين يعيشهما العراق سببهما التدخل الطائفي الايراني في العراق.
وهذا يمكن أن يحصل لو منع قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي نسي أين تقع القدس وأين فلسطين والذي أضاع طريقه الى الجولان السوري ما دفع برئيس حكومة العدو الاسرائيلي ليقول: «الجولان لنا الى أبد الآبدين»؟!.
عوني الكعكي