لا ينام مخيم «عين الحلوة» المعروف بعاصمة الشتات على هم عتيق حيث لا يمر ليل او نهار الا وتشهد زواريبه الضيقة احداثا امنية من القاء قنابل الى اطلاق الرصاص ودخول عمليات الطعن بالسكين على الخط، كما حصل في الاول من امس داخل سوق الخضار في المخيم المذكور وسط فلتان عز] نظيره، كما تقول الاوساط المواكبة للايقاع الفلسطيني ما دفع بالامين العام لحركة «انصار الله» جمال سليمان الى الاعلان عن «مخاطر من تفجير المخيم من الداخل بوجود ايد عابثة بالامن». وكما يسود التوتر احياء المخيم المنقسمة الى مربعات امنية تتقاسمها الفصائل الفلسطينية وفي طليعتها حركة «فتح» واخرى تسيطر عليها خلايا التكفيريين من «جند الشام» الى «فتح الاسلام» وكتائب عبدالله عزام» التي توحدت تحت اسم «الشباب المسلم» وامّروا عليهم اسامة الشهابي.
واشارت الاوساط الى ان علاقة المخيم بمحيطه ليست بأحسن حال، كونه بات معقلا للارهاب وبؤرة يحسب لها الف حساب على الصعيد الامني حيث لم يمر حدث امني الا وكان لـ«عين الحلوة» نصيبه الوازن فيها انطلاقا من معارك طرابلس و«نهر البارد» يوم غادرت مجموعات من «جند الشام» المخيم للمشاركة في احداث طرابلس ومنهم شهاب قدّور الملقب بـ«ابو هريرة» على امل انشاء «امارة اسلامية» كان قد اعد لها شاكر العبسي في اختطافه لمخيم «نهر البارد» ولكنها لم تبصر النور بفضل تضحيات المؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي وصولا الى معارك عبرا ودخول المنظمات التكفيرية في المخيم على الخط بفتح جبهة مع الجيش اللبناني بهدف تخفيف الضغط على احمد الاسير ومناصريه، اضافة الى تحول المخيم مقصدا لشذاذ الآفاق من عرب واجانب. إذا كان الامين العام لـ«انصار الله» يخشى من انفجار المخيم من الداخل فإن المؤشرات تدل على ان شيئا ما يحضر للصدام مع الخارج من خلال القيام بأحداث امنية ليتم توظيفها على الساحة المحلية لصالح التكفيريين وفي طليعتهم «داعش».
وتضيف الاوساط ان مخيم «عين الحلوة» خارج عن السيطرة لعدة اسباب ويأتي في طليعتها الخلاف بين السلطة الفلسطينية والقيادي الفلسطيني محمد دحلان الذي له ثقل وازن في المخيم المذكور، فضمور قوة «فتح» يعني بوضوح بروز قوة الفصائل التكفيرية التي باتت توازي الفصائل الفلسطينية عسكرياً وربما تتفوق عليها، وما يخشاه المراقبون ان تعمد فصائل التكفيريين الى خطف المخيم او جرّه الى موقع لا يريده اصلاً، لا سيما ان هناك مؤشرات تعتبر من علامات الازمنة الرديئة توحي بان امراً يدبر في زواريب «عين الحلوة» التي يسيطر عليها «الشباب المسلم»، ومنها على سبيل المثال لا الحصر سقوط طائرة صغيرة مجهزة بكاميرات تصوير عالية الدقة تستعمل لتغطية الاعراس والمناسبات عادة، منذ اسبوعين قرب حاجز للجيش اللبناني على احد مداخل المخيم، وهذا ما اثار هواجس الاجهزة الامنية حول خلفية تصوير حاجز الجيش ومواقعه في محيط المخيم ومن هي الجهة التي تقف وراء ذلك وماذا يعد من سيناريوات وفق مخطط التكفيريين؟
وتشير الاوساط الى ان ما يقلق الاجهزة الامنية ما سُرب من معلومات تؤكد خروج مجموعتين تكفيريتين من «عين الحلوة» حيث تتحرى الاجهزة عن وجهتيهما وعن الاهداف من ذلك، وعما اذا كانتا تسعيان لضرب اهداف محددة لا سيما ان اكثر من مصدر اوروبي حذّر السلطات المعنية من احتمال اغتيال شخصيات من فريق 14آذار لخلط الاوراق على الساحة البالغة السخونة والاحتقان، ما يمكّن «داعش» من الولوج الى الحلبة بعدما فشل في ذلك ميدانياً في الجرود العرسالية، وربما كلام قائد الجيش العماد جان قهوجي عن جهوزية الجيش للتصدي لاي اخلال بالامن بما معناه يصب في هذه الخانة. ويبدو وفق استراتيجية «داعش» الجديدة، ان ما فشل التنظيم المذكور في تحقيقه عبر السيارات المفخخة والانتحاريين واستهداف الجيش اللبناني في عرسال، يمكن تحقيقه من خلال عمليات اغتيال تعيد خلط الاوراق على الساحة من ادناها الى اقصاها.