الأمن العام يضع يده على خلايا إرهابية شمالاً
«داعش» يخطط لدخول لبنان: خلايا لإشغال القوى الأمنية
وضعت «شعبة المعلومات» في الأمن العام اللبناني يدها، خلال اليومين الماضيين، على أكثر من خلية إرهابية جنّدها تنظيم «داعش» في وادي خالد في عكار، وفي الضنية، بهدف القيام بأعمال أمنية محددة، وتجنيد الشبان وتوزيعهم ضمن خلايا عنقودية في مناطق مختلفة، لتكون جاهزة عندما تدعو الحاجة.
لم تكن التوقيفات التي قامت بها مخابرات الجيش في عكار مع بداية الشهر الجاري وشملت جهاد غ. وطارق ع. وغيرهما أمراً عابراً، بل إن هؤلاء يرتبطون بـ «قاض شرعي» عيَّنه «داعش» في وادي خالد كانت مهمته إعطاء دروس دينية وتحريضية للشبان من أجل إقناعهم بالانضمام «الى الدولة الاسلامية والجهاد معها»، بناءً على توجيهات «أمير التنظيم» في الوادي المطلوب محمد الصاطم، وذلك بهدف تحضير الأرضية في حال قرر «داعش» الدخول الى لبنان.
وما بدأته مخابرات الجيش اللبناني في وادي خالد، أكملته شعبة المعلومات في الأمن العام التي نجحت بتوقيف «القاضي الشرعي» في «داعش» في وادي خالد ويدعى بلال ف. ومساعده عبدالرحمن م. وهما مرتبطان مباشرة بالصاطم وهو الرأس المدبر، المتواري عن الأنظار ضمن القرى الحدودية شمالاً وعبره مع شقيقه عمر الصاطم الذي يشغل منصباً شرعياً في مدينة الرقة السورية، وهما إبنا عم قتيبة الصاطم الذي نفّذ عملية انتحارية في الضاحية الجنوبية في العام 2014.
وكان الأمن العام داهم، أمس، منزل الموقوف بلال س. في وادي خالد وعثر فيه على حزام ناسف، وطلب من قيادة الجيش إرسال خبير عسكري لتفكيكه، حيث حضر الخبير وعمل على تعطيله ورفعه من مكانه.
كذلك، فقد وسعت شعبة المعلومات في الأمن العام من دائرة رصدها، فنفذت، بناء على معلومات ومن خلال التحقيقات مع الموقوفين لديها، أكثر من مداهمة في إحدى قرى الضنية، وأوقفت خلية منتمية الى «داعش» مؤلفة من منذر ك. وعثمان ر. وهما كانا يعملان أيضاً على تجنيد شبان من المنطقة بهدف تشكيل مجموعات تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات أمنية.
وتشير مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ «السفير» الى أن «داعش» يضع نصب عينيه تشكيل أكبر عدد ممكن من الخلايا العنقودية لاستخدامها في أكثر من مخطط إرهابي داخل الأراضي اللبنانية، وهو يعمل على تزويدها عبر وسطاء بالأسلحة والمتفجرات والمواد الأولية لتصنيع الأحزمة الناسفة.
وتقول هذه المصادر: إن «داعش» ما يزال يحاول تنفيذ مخططه الرامي للدخول الى لبنان، وأن وصوله من تدمر الى بلدة القريتين السورية، وخوضه معارك ضارية في بلدتيّ صدد ومهين، جعلته على بعد ما يقارب الـ 60 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية.
وتضيف المصادر أن التنظيم كان وما يزال يضع نصب عينيه الدخول الى لبنان من جهة الهرمل وصولاً الى بلدة أكروم العكارية، وعبر رأس بعلبك، وهو يحتاج، بالتزامن مع تنفيذ مخططه في حال كُتب له النجاح ووصوله الى الحدود، الى قيام خلاياه الإرهابية في الداخل اللبناني بإلهاء الجيش والقوى الأمنية بعمليات أمنية وانتحارية تطال مراكز عسكرية ومؤسسات رسمية في مناطق مختلفة، بما يمكنه من التغلغل في تلك المناطق وتوسيع مربّعه الأمني الى القرى الحدودية اللبنانية.
وتؤكد هذه المصادر أن الأمن العام سيستمر في عملياته الأمنية في وادي خالد والضنية، لافتة الانتباه الى أن من تم توقيفهم يملكون الكثير من المعلومات حول متورطين مع «داعش»، وأن التحقيقات الجارية معهم بإشراف القضاء المختص، ستكشف اللثام عن كثير منهم، وعن الأماكن التي يلجأ إليها المطلوب محمد الصاطم الذي يُعتبر الرجل الأول لـ «داعش» في عكار.
وكانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقفت أمس السوري علاء ع. في بلدة راسكيفا ـ قضاء زغرتا، بعدما عثرت معه على فتيل بطول 175 متراً يُستخدم في تصنيع الأحزمة الناسفة، وقد بوشرت التحقيقات مع علاء الذي أفاد بأنه وجد هذا الفتيل في مكب للنفايات، ولم يكن يعرف بماذا يُستخدم، وهو كان يريد أن يصنع منه حبالاً لنشر الغسيل في منزله، وقد أكد أفراد عائلته ما أدلى به.
وأشارت مصادر الى أن الفرع الفني في شعبة المعلومات يقوم بتحليل اتصالات علاء للكشف عما إذا كان يتواصل مع مجموعات إرهابية على أن يُبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه.