IMLebanon

«داعش» يُهدّد الأقليّات في لبنان

سبق لزعيم «القاعدة» ابو بكر البغدادي مع الظهور «الداعشي» لبنانياً ان اكثر من تهويلاته وتهديداته بشكل اوحى ان التنظيم الذي يتبعه قادر على اسقاط لبنان بلمح البصر واحتلاله من شرقه الى عاصمته ساعة يريد، ولكن تهديدات البغدادي بقيت مجرد احلام لمجموعة من الارهابيين ليتبين ان الارهاب الذي تسلل الى لبنان منذ حوالى العام بقي على الحدود مرابضاً على السلسلة الشرقية وفي الجرود ولم يحقق اختراقات في البيئة اللبنانية باستثناء التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة التي عبرت من وراء تلك الحدود ومن الداخل ايضاً الى ان حسم حزب الله المعركة في الجرود وطرد الارهابيين من جرود القلمون ولاحقهم في جرود عرسال حتى طرد آخر التكفيريين كما وعد الامين العام لحزب الله ولا يزال يكرر في كل اطلالة له على جماهيره واللبنانيين.

استطاع حزب الله من خلال العمليات النوعية التي نفذها مقاتلوه ان يسيطر على كل التلال الاستراتيجية ومواقع «النصرة» وبعض مراكز «داعش» الجردية في سفوح الجبال وتمكن من دثر رغبات التكفيريين واحلامهم بانشاء امارة لبنانية في عبرا أولا وفي عرسال وفي طرابلس على غرار الإمارات التي نشأت في الدول المجاورة التي سيطر عليها «تنظيم الدولة الإسلامية»، ومع ذلك ورغم كل الانتصارات التي حققها حزب الله، فان الحرب الداخلية عليه لم تتوقف وثمة من يقف في الداخل الى جانب الارهابيين والتكفيريين بدل الاحتفال بالانتصار والزهو بطرد الخطر التكفيري الذي كان يمكن ان يصل الى شواطىء جونية ووسط المدينة بيروت لولا قتال حزب الله واستبساله في المواجهات مع الارهاب.ورغم ذلك ومع ان خطر «داعش» لامس المناطق المسيحية في رأس بعلبك التي هب شبانها ومتقاعدو الجيش فيها لحمل السلاح الفردي الى جانب الجيش والمقاومة لدرء اي تسلل «داعشي»، فان اخصام الداخل وبحسب مصادر في 8 آذار مستمرون في حشر حزب الله ومحاولة قلب الوقائع واظهاره بانه يستدرج الجيش الى المواجهة في عرسال وكأن دور الجيش ان يقف على الحياد ولا يتعرض للارهابيين الذين يحتجزون الجنود منذ آب الماضي، فيما نظرية قتال حزب الله في سوريا واستدراج الارهاب الى العمق اللبناني نظرية لم يبطل مفعولها لدى اخصام المقاومة بعد. تحاول قيادة حزب الله دائماً ايصال الرسالة التالية بان ذهاب حزب الله الى سوريا وفر الكثير من المعارك في الداخل اللناني وبان الحزب هو الذي يدفع الثمن في المعركة مع التكفيريين بدلاً عن كل اللبنانيين، ولكن رسالة حزب الله لا تلق آذاناً صاغية واهتماماً لدى الفريق الآخر الذي يتمسك بتجريم حزب الله وتحميله مسؤولية ادخال الارهاب وكأن مشروع «الدولة الإسلامية» يستثني اصلاً لبنان من «الإمارة الإسلامية»، ففي قناعة قياديين ومسؤولين في 14 آذار فان تأثير «داعش» لبنانياً محدود من اجل تقليل وتحجيم انتصار حزب الله.

بعد حوادث قلب لوزة والمجزرة التي استهدفت السوريين الدروز، فان وضع الاقليات في لبنان دروز ومسيحيين قد يصبح في يوم من الايام في دائرة الخطر، تؤكد المصادر، الوضع المسيحي الذي يترنح بين فقدان الرئاسة الاولى والمصير المبهم لقيادة الجيش، وتتعدد السيناريوهات الافتراضية بعد طرد الاشوريين من ارضهم في سوريا وبعد مأساة مسيحيي نينوى وما تقوم به «داعش» من محو للحضارة والثقافة المسيحية في البلدان والمناطق التي سيطرت عليها. فالمخاوف واقعة من احتمال انتقال العدوى الى لبنان، وان يصيب المسيحيين في مرحلة ما ما اصاب هؤلاء المسيحيين بعدما تحول لبنان الى اكبر تجمع او التجمع الوحيد لمسيحيي الشرق. المخاوف تصبح اكثر واقعية عندما تتكشف التحقيقات مع الارهابيين الذين وقعوا في قبضة الاجهزة الامنية عن نوايا داعشية كانت موضوعة لاحتلال قرى وبلدات مسيحية وشيعية في البقاع لضرب المعنويات اللبنانية وتسجيل اختراق بعدما عجز المسلحون وفشلوا في مشروع امارتهم الاسلامية الموعودة لبنانياً.