الشريط المصور الذي بثه تنظيم «داعش» وظهر فيه الارهابيان بسام بيتية الملقب «ابو عمر الشامي» وعمر الصاطم المعروف بـ«ابو خطاب اللبناني» وامطرا اللبنانيين بسيل من الوعيد والتهديد اذا لم يبايعوا الخليفة ابراهيم اي ابو بكر البغدادي، طرح الكثير من التساؤلات لدى الاوساط السياسية منها والامنية تتعلق جميعها بمعرفة الهدف من بث الشريط المذكور وفي هذا التوقيت بالذات. فهل هو ردة فعل على انكشاف «داعش» عسكريا في الجرود العرسالية بعدما تلقى الفصيل التكفيري ضربتين «كسرتا خشمه» من قبل المؤسسة العسكرية الاولى في وادي الارانب حيث وجه الجيش اللبناني ضربة استباقية لمجموعة من «الداعشيين» الذين كانوا يتحضرون لمهاجمة احد المواقع العسكرية فسقطت المجموعة بين قتيل ومعتقل دون ان يصاب احد من افراد المؤسسة العسكرية، والثانية تمثلت بالاغارة على تلة خلف وتدمير مركز قيادة متقدم لـ«داعش» والقضاء على من فيه، وقد استشهد في العملية الجندي محمد السبسبي.
اللافت ان العمليتين اثبتتا للقاصي والداني ان «داعش» نمر من ورق تؤكد اوساط مواكبة، ومجموعة من شذاذ الافاق الذين استعملوا الرعب كوسيلة لارهاب من ليس معهم من خلال تفننهم بأعمال الذبح والحرق والسحل ليثبت لدى كافة المسلمين والمسيحيين ان هذا الفصيل التكفيري يعود الى حقبة ما قبل العقل البشري وقد تم اطلاقه من الدهاليز الاستخباراتية الغربية منها والاسرائىلية بهدف القضاء على الاسلام كدين حنيف من خلال تشويه تعاليمه السامية التي تدعو الى التسامح والمحبة.
وتضيف الاوساط ان ظهور عنصري «داعش» في الشريط حاسري الوجه وهي سابقة حيث تعمد الفصيل المذكور اخفاء وجوه عناصره في اشرطة سابقة، يدعو الى التساؤل فهل هو رسالة معينة لخلايا راقدة في الشمال كون الرجلين منه، فبيتية من طرابلس والصاطم من وادي خالد، ولا يخفى على احد ان مخيمات النازحين السوريين في الشمال تعج بالخلايا الراقدة لا سيما وان معظم النازحين يدينون بالولاء للمعارضة السورية على مختلف تلاوينها ما دفع الاجهزة الامنية الى شن حرب استباقية حيث لا يمر يوم دون توقيف مشبوهين بعلاقتهم مع «داعش» ومشتقاته.
وتشير الاوساط الى ان تهديدات «داعش» التي وردت في الشريط المذكور واعتبار لبنان ولاية لن تتعدى زوبعة في فنجان، وان الهدف منه رفع معنويات الخلايا النائمة، لا سيما ان الاجهزة الامنية نجحت في تفكيك شبكات كثيرة للفصيل التكفيري، اضافة الى كشف مستودعات للاسلحة التابعة له في مشتى حسن وعيدمون ومصادرة محتوياتها. ولعل اللافت التوجه الى المسيحيين لاعتناق الاسلام او دفع الجزية ما يشكل مزحة سمجة ودليلاً على ضعف «داعش» لبنانياً حيث يحاول المذكور ملء الفراغ بالصراخ، اضافة الى انهم لم يخبروا المسيحيين جيداً كون عشرات الدواعش سبقوهم ابان الحرب الاهلية و«اكلوا نصيبهم».
وتقول الاوساط ان «داعش» يعيش مرحلة من التصدع داخل هيكليته حيث الخلافات شديدة بين الاجانب في صفوفه والسوريين، اضافة الى فرار بعض قياداته ونشرهم لوثائق تعود للتنظيم وتحمل اسماء المنتمين الى صفوفه مع الاشارة الى تصنيفهم بين مقاتل، وشرعي واستشهادي وكان لافتاً ورود اسماء 3 لبنانيين من الانغماسيين وهم: ابو عبيدة اللبناني مواليد 22/8/1979 يحمل الجنسية الاوسترالية التحق بـ«داعش» عام 2013، وابو خطاب التميمي وهو لبناني من بلدة بوارج البقاعية والدته هدية التحق بالتنظيم في العام نفسه، اما العنصر الثالث فيدعى ابو شادي اللبناني مواليد عام 1982 يحمل جواز سفر كولومبياً والدته عائدة وهو من بلدة القرعون في البقاع الغربي.