«
ليست المرّة الأولى التي تطلق فيه «الدولة الإسلامية» تهديداتها في حق روسيا، فمنذ أيام قليلة أطلق تنظيم «القاعدة» تهديداً يُذكّر الروس بأنّه سبقَ له وأخضعهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي التهديدات المحتملة التي قد تنتج عن حرب روسيا ضد «داعش»، والمخاطر المتوقعة، وكيف يمكن تجنّبها ومواجهتها. أسئلة يجيب عنها ضابط الإستعلامات السابق في المخابرات الروسية العامة، ورئيس قسم الإعلام الرسمي التابع للحكومة الروسية ألكساندر ميخايلوف، لصحيفة «البرافدا» الروسية.
يعتبر ميخايلوف «بما أنّ الحرب تُخاض في أراضٍ غريبة، فإنّ احتمال شنّ عمليات إرهابية في روسيا أمرٌ محتمل. فإذا أخذنا في الاعتبار أنّ الأرض الروسية تغصّ بل يعيش فيها الكثير من المواطنين والوجوه التي تعتنق الديانة الإسلامية والتقاليد الإسلامية، فمن الممكن أن يكون بين هؤلاء – إذا لم نقُل عناصر» داعش» – مؤيّدون لهذا التنظيم، ممّن يُبدون استعداداً كلّياً للتضحية بأنفسهم من أجل قضية كبرى».
ويُذّكر بأنّها «ليست المرّة الأولى التي تواجهنا في روسيا أعمالٌ إرهابية نَفّذها إرهابيون، وإن اتّخذَت طابعاً فردياً، فهذه مسألة بالغة الخطورة وجدّية ينبغي أن نركّز جلّ اهتمامنا عليها».
ويتابع: «إنّ الحديث هنا يجري عن أعمال إرهابية وليس عن حرب شاملة، باعتبار أنّ الحرب تجري في أراضي دولٍ أخرى. في المحصّلة، إنّ المسألة تتعلق في كيفية وضعِنا خططاً لتدخّلنا السريع، سواءٌ على مستوى وزارة الداخلية، أو جهاز المخابرات الفدرالي».
وهذا يعني في نظر الضابط الروسي «مدى سرعة اكتشاف وفضحِ الذين يرسلون هؤلاء الانتحاريين لتنفيذ مهامّهم، وهي مهمة بالغة الأهمية، سواءٌ أمام جهاز التدخّل السريع التابع لوزارة الداخلية أو غيره من الأجهزة الواقعة تحت سلطتها، بدءاً من ضابط المحلّة حتى أعلى الهرَم، وأيضاً بالنسبة للمخابرات».
إذن كُلّ القضية متعلّقة «بتوافر المعلومات التي يمكن استخدامها في فضح هؤلاء الأشخاص وتجريدهم، وحماية أنفسنا من شرورهم»، على حدّ تعبير ميخايلوف.
وعلى رغم توَعّد إرهابيّي «داعش» في بداية أيلول بزعزعة الاستقرار في شمال القوقاز، إلّا أنّه وفق الخبير ميخايلوف «فإنّ شمال القوقاز لم يعُد هو الذي كنّا نعرفه في السنوات الماضية، ذلك أنّ «داعش» أيضاً أصبحت بحدّ ذاتها تهديداً حقيقياً لشمال القوقاز نفسه، حيث يعتنق غالبية مسلمي القوقاز الدين الإسلامي التقليدي. كما أنّ الأحداث التي جرت في داغستان عام 2000 وكذلك أحداث الشيشان في المرحلة عينها، أظهرت أنّ سكّان القوقاز يقيمون اعتباراً لقيَمهم الدينية، ولا يسمحون مطلقاً بتجاوزها أو اختراقها».
وهم منذ فترة طويلة باتوا «يرفضون استقبالَ أنصار الحركة الوهابية، ولا أستطيع القول إنّ هؤلاء قد يظهرون هناك، باعتبار أنّ المنطقة تشهد استقراراً واضحاً يصعب تهديده»، كما يلفت ميخايلوف.