Site icon IMLebanon

عام داعشي على الموصل: لا استراتيجية أميركية

داعش يتقدم بدل أن يتراجع خلال العام الأول على سقوط الموصل في يده. والسنوات الثلاث التي حدّدها الرئيس باراك أوباما ل إضعاف داعش ثم القضاء النهائي عليه صارت في نظره مرحلة في عمليات طويلة الامد. فالرئيس الأميركي يبيع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من بضاعته وهو يطمئنه الى أنه واثق من ان التنظيم المتشدد سيطرد من العراق ويُهزم. لكنه يراهن على قيام العراقيين بالمهمة وتحملهم انتكاسات، وسط رهان العبادي على الدور الايراني المتعاظم والمزيد من الدور الأميركي.

ذلك ان أوباما يعترف بأنه ليست لدى واشنطن استراتيجية متكاملة لمساعدة بغداد على استعادة الأرض التي خسرتها. والمقصود بالطبع تدريب القوات العراقية التي تريد واشنطن ان يكون للسنّة دور أكبر فيها كما في العملية السياسية، ولا ترى ان زيادة عدد القوات الأميركية تحل مشاكل العراق. فهناك ثلاثة آلاف عسكري أميركي، بحيث يقول أوباما ان لدينا قدرة تدريبية بأكثر مما لدينا متطوعون عراقيون. فضلاً عن ان أميركا هي التي درّبت وسلّحت القوات العراقية التي انهارت أمام داعش في الموصل بعدما هرب قادتها الكبار ثم هربت من الرمادي. وهي التي قالت بلسان وزير الدفاع اشتون كارتر إن القوات العراقية لا تملك ارادة القتال ضد داعش.

ولا أحد يجهل لماذا وكيف كبرت الحاجة الى الحشد الشعبي لقتال داعش. لكن قتال تنظيم مذهبي سني متشدد بميليشيات مذهبية شيعية يثير حساسيات قوية بصرف النظر عن نسبة الصحة في الاحاديث عن جرائم قتل وحرق وسرقة يرتكبها بعض افراد الميليشيات بعد استعادة الأرض من داعش. وأي انتصار عسكري في مثل هذه الحال يبقى ناقصا، لأن الحرب ضد الارهاب التكفيري تكون حربا في اطار وطني وقومي او لا تكون.

أليس ما يعانيه العراق اليوم هو من نتائج سياسات الاقصاء والتهميش والاضطهاد التي مارسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تحت مظلة اميركية – ايرانية؟ أليس الجيش الذي انهار وهرب تاركاً اسلحته الاميركية المتطورة هو الجيش الذي بناه المالكي على اساس فئوي وشخصي؟ والى أي حد يستطيع الدكتور حيدر العبادي توسيع العملية السياسية وتعميقها، والقطع مع سياسات المالكي، والتخفف من بعض اعباء النفوذ الايراني وايديولوجيا حزب الدعوة؟

لا نهاية للأسئلة. ولا بداية تلوح في الافق لحلول وطنية وقومية حقيقية للمسائل الجوهرية في الحياة العربية، حتى كلام اوباما الواثق من هزيمة داعش، فانه يبدو سؤالا مفتوحا على وضع افتراضي. اذ كيف يمكن، ولو بعد سنوات، طرد داعش من العراق وهزيمته من دون طرده وهزيمته في سوريا؟