كانت نهاية أسبوع شاقة على النائب ميشال عون، بعدما إنصبّت مياه باردة من كل حدب وصوب على مواقفه النارية التي تكاد ان تطيح الحكومة، ليكتمل عقد الفراغ بعد الشغور الرئآسي وتعثر عمل السلطة التشريعية.
لكن حلفاء عون قبل خصومه قصفوه بتصريحات صادمة لكنها مريحة في إجماعها على عدم تعطيل عمل الحكومة اللبنانية، وهكذا جاء كلام السيد حسن نصرالله واضحاً ليس لجهة ضرورة استمرار عمل الحكومة فحسب، بل في دعوته عون الى الحوار مع “تيار المستقبل” بدلاً من قصفه بالإتهامات!
ثم جاء موقف سليمان فرنجية صريحاً ومتمايزاً عن المسار العوني المأزوم، وخصوصاً لجهة الرفض الواضح للنزول الى الشارع. اما عن موقف الرئيس نبيه بري فكان ولا يزال صلباً وجازماً سواء بالنسبة الى ضرورة الحفاظ على إستمرار عمل الحكومة، أو بالنسبة الى ضرورة تفعيل عمل مجلس النواب في دورة إستثنائية من أجل تشريعات ضرورية تحول دون خسارة لبنان ملياراً ونصف مليار دولار من الهبات والقروض الدولية. وأما عن موقف وليد جنبلاط فيكفي ان نقرأ تغريدته عن “البلوى والذهب” لنعرف مدى إمتعاضه من محاولات تعطيل عمل الحكومة!
تمام سلام جاء الى رئاسة الحكومة حاملاً إرث “بيت القرنفل” في الزمن الشوكي، كان واضحاً منذ البداية وهو يستمر واضحاً على رغم إتهامه المضحك – المبكي بأنه يمثل “السياسة الداعشية”. كان رجل حوار مسؤولاً ويبقى متمسكاً بالإنفتاح على الحوار ولكن شرط ان يتم ذلك تحت عنوان عدم تعطيل عمل مجلس الوزراء .
وتمام سلام واضح حين يقول إن الدستور يبدأ بالتوافق وإنه إعتمد التوافق منذ البداية، لكن البعض فسّر التوافق على انه يعني الإجماع بما يعني تالياً التعطيل لأن كل أمر يلزمه موافقة ٢٤ وزيراً [ من غير شر] ولهذا بدأ عمل الحكومة يتعثر، وهو يتمسك بوضع الخلافات جانباً “لأن المواضيع الميثاقية والسياسية لا عمل لنا بها ومهمة الحكومة ادارة شؤون البلاد وليس الدخول في ازمات سياسية”.
كلام الرئيس سعد الحريري ألقى مزيداً من المياه الهادئة والباردة على الهياج العوني: “في موضوع رئاسة الجمهورية قلنا ليس لدينا فيتو على أحد ونزلنا الى كل جلسة لإنتخاب رئيس لكن النصاب لم يتحقق لأنه ليس هناك توافق”، وما قاله عن “ان التورط في سوريا وصبّ الزيت على النار جريمة في حق لبنان وسلامته”، لم يلغِ استمرار جلسات الحوار مع “حزب الله” !
يكاد ميشال عون ان يضع نفسه في شرنقة وآخر البدع بعد الإستفتاء ثم الإستطلاع “لن أنزل الى مجلس النواب لإنتخاب رئيس، المجلس غير شرعي والانتخابات النيابية قبل الرئآسية”… والحلّ ان تحملوا الرئاسة على طبق من فضة الى الرابية!