Site icon IMLebanon

«نفضة» حريريّة قبل الإنتخابات.. وبعدها

 

تسود الساحة السياسية البيروتية إرباكات نتيجة الإصطفافات بين الأفرقاء السياسيين والحزبيين، وذلك في ضوء ما تعرّض له الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية نهاية العام الماضي، ذلك أن ارتدادات هذه الأزمة ما زالت قائمة، علماً أنها كانت قد هدأت نسبياً في الأشهر الماضية، لكن الأمور عادت إلى نقطة الصفر فجأة، وذلك على خلفية خطاب رئيس الحكومة الأخير في الذكرى السنوية ألـ13 لاستشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري.

وكشفت مصادر سياسية عليمة، أن استياءً سعودياً واضح المعالم قد سُجّل على مستوى العلاقة ما بين الرئيس الحريري والقيادة السعودية، لا سيما وأن رئيس الحكومة لم يقم بأي زيارة منذ الأزمة إلى الرياض. ولفتت المصادر إلى استغراب السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب، خلال إلقاء الرئيس الحريري لكلمته في «البيال»، حيث غمز فيها من قناة السعودية، عندما تحدّث أن جمهور رفيق الحريري و«المستقبل»، «لا يقبل أن يضعه أحد في علبة طائفية أو مذهبية مقفلة، ويقفل عليه ويرمي المفتاح»، وأن «أصوات جمهور رفيق الحريري لا تباع ولا تُشترى لا بالمال ولا بالهوبرات ولا بالمزايدات». وكذلك غمز من قناة بعض قوى الرابع عشر من آذار، عندما قال أنهم «ضلّوا الصداقة وكتبوا التقارير وقصدوا شرذمة تيار المستقبل وخدموا خصومه».

وكشفت المصادر نفسها، أن أسباب الحملة القاسية التي شنّها الحريري في خطابه المذكور، تعود في الدرجة الأولى إلى أزمته المستمرة مع الرياض، علماً أن الحملة على «رفاق الأمس» التي تشنّها بعض الشخصيات في تيار «المستقبل»، تندرج في هذا الإطار. وتحدّثت عن تصعيد في هذا الخطاب العالي السقف تجاه المملكة ومقرّبين منها، وممن هم متمسّكين بثوابت 14 آذار، أو الذين هم على علاقة سيئة ب«التيار الوطني الحر»، وذلك خلال الفترة القليلة الفاصلة عن الإنتخابات النيابية. وأكدت أنه على الرغم من علاقة هؤلاء التاريخية مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومع تيار «المستقبل» ورئيسه، فإن «النفضة» التي يقوم بها الرئيس الحريري ستُترجم سياسياً وانتخابياً وحزبياً، وحتى حكومياً عبر التعيينات الإدارية.

وفي هذا المجال، قالت المصادر نفسها، أن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة بالوزير جبران باسيل في بيت الوسط ليل أمس الأول، قد أدى إلى حسم التحالف الإنتخابي بينهما في دائرة صيدا ـ جزين كمرحلة أولية، ومن المتوقّع أن يتم استكمال البحث في الدوائر الأخرى بعد تلقي أجوبة حلفاء وأصدقاء الطرفين. وأكدت أن مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، هو الذي يتولى التواصل والتنسيق مع «التيار الوطني الحر»، وهو لا يقتصر فقط على التعاون الإنتخابي، إذ يتناول العمل الحكومي والنيابي والإداري، إضافة إلى موازنة العام 2018.

من هنا، قالت المصادر السياسية نفسها، أن تيار «المستقبل» لن يعلن أي ترشيحات قبل مطلع شهر آذار المقبل، على أن تلي هذه العملية إعلان التحالفات الإنتخابية، والتي ستأتي مغايرة كثيراً عن انتخابات العام 2009، وذلك باستثناء التحالف بين «المستقبل» والحزب التقدمي الإشتراكي في بيروت والبقاع الغربي وعاليه والشوف. وأضافت أن الوزير السابق وائل أبو فاعور يقوم حالياً بمتابعة التنسيق بين الإشتراكي وتيار «المستقبل». وخلصت المصادر ذاتها، إلى أن رئيس الحكومة سيعلن في مؤتمر صحافي يعقده لإعلان ترشيحات تياره، عن توجّهاته السياسية الجديدة، كما عن تحالفاته الإنتخابية، وسيحدّد بالتالي، عناوين سياسية تتناول فترة ما بعد الإنتخابات النيابية، يرسم فيها المسار الجديد لـ«التيار الأزرق» إنتخابياً وسياسياً.