Site icon IMLebanon

دمشق ابلغت مسؤولين عن تحضيرات ارهابية في البقاع

صيف حار جداً على وقع التطورات السورية «المتدحرجة» والمفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الحرب الشاملة، والتي ستصيب ليس فقط لبنان بل دول المنطقة بشظايا كبيرة، مع فتح «بيكار» المواجهة مع «داعش» من سرت الليبية الى صحراء سيناء الى الاردن، واليمن ولبنان وتركيا وبعض الدول الاوروبية، وهذا الامر سيدفع «التنظيم» للهروب الى الامام واعتماد استراتيجية جديدة بالانكفاء عن المواجهات المباشرة. والانتقال الى العمليات الانتحارية، وبنك الاهداف مفتوح في الاردن ولبنان وتركيا ودول اوروبية كفرنسا وبلجيكا.

وفي المقابل، وحسب المعلومات، فان واشنطن ستحاول الاستفادة من هذه الاجواء و«تجييرها» كورقة لصالح الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية الاميركية وستوجه القوات الاميركية ضربات عنيفة لـ«داعش» في مختلف الدول العربية. كما ان قوات سوريا الديموقراطية و«الجديدة» ستتوسع في شمال سوريا وستصل الى «البو كمال» كما سيتم تحرير الموصل بعد الفلوجة وكلها اوراق ستستخدم لصالح الديموقراطيين المحتاجين الى انتصار في سوريا والعراق لاستغلاله رئاسياً. و«داعش» الان الحلقة الاضعف وستدفع ثمن كل ما ارتكبته.

وفي المعلومات ان المسؤولين الروس في هذه الاجواء، وداعمون للاجراءات الاميركية في سوريا والعراق في ظل رغبة روسية بالتعاون مع الحزب الديموقراطي الذي قدم اوراقا لروسيا في سوريا لا يمكن لاي ادارة اميركية ان تقدمها. ولذلك صار الانكفاء الروسي في حلب ضمن هذه اللعبة، وجاء غض النظر الروسي عن انتصارات قوات سوريا الديموقراطية المدعومة اميركيا في منبج والبو كمال من ضمن الاوراق الروسية للديموقراطيين وبالتالي ستتوسع الحملة الاميركية وستستهدف قادة داعش واصطيادهم الذين تحولوا الى «اوراق» في اللعبة الكبرى وتحديداً قبل موعد الاستحقاق الاميركي حتى ان السفير الروسي في دمشق ومن ضمن رسائل طمأنة الاميركيين اشار الى ان لا معركة للجيش السوري في حلب والرقة حاليا ويبقى السؤال الذي لا جواب عليه حتى الان «كيف تراجع الجيش السوري عن مطار الطبقة في الرقة بعد الوصول الى مسافة 2 كلم.

وحسب المعلومات فان التباين في الموقفين الروسي والاميركي الذي ظهر مؤخراً بعد تصريحات كيري بان «للصبر حدود» والرد الروسي السريع، باننا سنتعاون مع اي رئيس اميركي بما فيه ترامب ادى الى تراجع كيري عن تهديداته وفتح ابواب الحوار حول المفاوضات السورية في جنيف، وبالتالي فان واشنطن وموسكو يحترمان قواعد اللعبة بينهما في سوريا وهذا لا يعني «فراقاً» روسيا مع الحلفاء لكنه تباين حقيقي دفع ثمنه الجيش السوري في حلب والرقة.

وفي ظل هذه الاجواء ولعبة المصالح ظهرت انقرة المتضرر الاكبر ووصل «الموس الى ذقن اردوغان» ومصير الامبراطورية العثمانية على المحك في ظل التقدم الكبير للاكراد المدعومين اميركيا في شمال سوريا، ورغم رسائل الاطمئنان العديدة من الاميركيين الى الاتراك لكنها لم تضعفهم، حتى ان الاميركيين رسموا خطوطاً حمراء للاكراد في اعزاز، لكن ذلك لم يشف الغليل التركي، وابلغوا الجميع بانهم سيتدخلون عسكريا في سوريا اذا ما اعلن الاكراد منطقتهم العازلة. وبالتالي فان تعثر قوات سوريا الديموقراطية في منبج  ليس عسكريا بل سياسيا ارضاء للاتراك ولتبريد مخاوفهم التي لم تهدأ بعد، مع قرار حاسم بالتدخل اذا ركب الاكراد رؤوسهم، وفي المعلومات ايضا، ان التطورات بدأت تفرض على تركيا نهجاً مغايراً مع رحيل داوود اوغلو ومجيء رئيس حكومة لا يناصب دمشق العداء الكلي، حتى ان الحكومة التركية اوقفت ملاحقة مؤيدي النظام السوري وسمحت بتحركات شعبية مناصرة للنظام وهناك من يذهب ابعد بكثير ويتحدث عن موفد تركي الى دمشق ولقاء الرئيس السوري وان العلاقة الايرانية – التركية تسير بشكل مختلف وطهران تحاول دفع الاتراك لاخذ مسافة عن المعارضة السورية في ظل التوجس التركي – الايراني من الاكراد، وفي المعلومات ايضاً، ان ايران لعبت دوراً اساسياً في «كشح الغيوم السوداء» في العلاقة بين تركيا وروسيا، لان تحسن العلاقات الروسية – التركية سينعكس على الارض السورية بشكل كبير والاتراك يفضلون الف مرة النظام السوري على كيان كردي فيما الاكراد لا يمكنهم الاستغناء عن النظام السوري لانهم «حجر بين شاقوفين». وهذا الامر تفهمه موسكو وطهران، وربما جاءت التطورات الاخيرة على صعيد العلاقات الروسية -التركية لتؤكد على النهج التركي الجديد، ومن الطبيعي ان يشجع الروس هذا التوجه،  فيما الهدف الايراني «واضح» ولا يتبدل لجهة القضاء على الارهاب كونه السبيل الوحيد لانقاذ سوريا مع الدعم الكلي للرئيس الاسد.

ولذلك، اللاعبون في سوريا وتحديداً في حلب كثر- ،و«داعش» الآن في الحلقة الاضعف في حلب، وكذلك «النصرة»، والحديث عن تقدمهما «فقاقيع صابون» و«داعش» و«النصرة» لا يمكنهما تغيير قواعد الاشتباك واللعبة تبدلت. ولذلك، وحسب المعلومات فان «داعش» ستنقل المواجهة الى ساحات اخرى. ووجهة «داعش» القادمة سرت الليبية وصحراء سيناء، واحداث تفجيرات في البلدان المجاورة وتحديداً لبنان والاردن وتركيا ودول المغرب العربي وبعض الدول الاوروبية، وهذه المعلومات تعرفها الدول الاوروبية التي رفعت من جهوزية التنسيق مع دمشق، ومكاتب الامن السورية في دمشق «تعج» بمدراء المخابرات العربية والاوروبية،  من فرنسية وايطالية وبلجيكية والكل يطلب معلومات، وحتى عمان وتركيا طلبتا التنسيق وتبادل المعلومات لان دمشق كانت قد ابلغت عمان بالتحضير لعمليات ارهابية على اراضيها كما ابلغت دمشق المسؤولين اللبنانيين من سياسيين وعسكريين، عن التحضير لعملية ارهابية في البقاع او ضد اليونيفيل، ورغم ذلك، فان هناك من يصر على عدم التعاون مع دمشق.

ما يجري في سوريا حرب عالمية بامتياز. وسيطال الدول المجاورة والعملية الارهابية الاخيرة في البقاع كشفت عن ثغرات امنية وبلبلة، والمواجهة صعبة اذا ما قرر الارهابيون فتح الساحة اللبنانية، ومواجهة الارهاب ليست مواجهة امنية بل سياسية ايضاً وهي غير متوافرة في ظل عجز الطبقة السياسية، كون المواجهة تتطلب دولة قادرة وقوية ومحصنة من كل «الموبقات» وهذا امر غير متوافر حالياً، والله يستر.