IMLebanon

غارة دمشق استهداف لسوريا أم رسالة لإيران؟

 

 

فيما يبقى الوضع ضبابيا على جبهة غزة، لليوم السادس على “طوفان الاقصى”، مع ارتفاع العداد البشري خاصة على الجهة الفلسطينية، استمر القلق مسيطرا على الجبهة اللبنانية، وسط عمليات “كر وفر”، وشد حبال، ابقتها الاتصالات الدولية والاقليمية ضمن خطوط الاشتباك المرسومة لها حتى الساعة.

 

وسط هذا المشهد استقطبت محطتان بارزتان، الاهتمام، الاولى، سورية مع استهداف تل ابيب مطاري دمشق وحلب بهجوم صاروخي أدى إلى خروجهما من الخدمة، علما ان الاستهداف اعقب اتصالا هاتفيا بين الرئيسين بشار الاسد وابراهيم رئيسي اكد وجوب تسريع الجهود لاتخاذ موقف عربي -إسلامي موحّد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والثانية أميركية، اذ اوفدت واشنطن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الى تل ابيب حيث عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجها فيه رسالة واضحة ازاء ما اسماه استفادة بعض الأطراف الدولية من الصراع القائم، ومحاولة تدخلها أو تحريك جبهات موازية.

 

وفي وقت هدأت الجبهة اللبنانية الحدودية اليوم ولم تسجل اي مناوشات، في انتظار ما بعد صلاة يوم الجمعة، اعتبرت مصادر سياسية متابعة ان “اسرائيل” تحاول راهنا العمل على تسجيل “نقاط سياسية”، بدعم من حلفائها، في استنساخ لتجربة عدوان 2006 والقرار 1701، كل ذلك استعدادا لعمليتها العسكرية التي لم تنجز بعد كامل خططتها وحدودها في ظل تضارب وجهات النظر.

 

ورأت المصادر ان زيارة وزير الخارجية الايرانية الى بيروت تأتي في اطار مساعي التهدئة الاقليمية، وبعد الدخول الفرنسي والسعودي على الخط اللبناني، اولا عبر الاتصال الذي حصل بين مسؤول فرنسي كبير وقيادي رفيع في محور المقاومة، والذي كان لمسؤول امني دور بارز في تامينه، حيث قدمت باريس ضمانات مباشرة، وثانيا على خط الرياض – طهران.

 

واشارت المصادر الى ان الضربة الصاروخية التي استهدفت مطاري حلب ودمشق، تحديدا، جاءت قبيل دقائق من وصول طائرة وزير الخارجية الايرانية، وقد قرأت العملية على انها رسالة اسرائيلية “بقبة باط” اميركية – روسية، لمحور الممانعة والمقاومة هدفها ضرب مبدأ وحدة الساحات، عبر ابقاء سوريا خارج الوضع المستجد في المنطقة، خصوصا ان العملية جاءت بعد وصول تعزيزات جوية روسية الى القواعد عند الساحل السوري، وهي المنطقة التي مرت فوقها الصواريخ التي استهدفت المطارين.

 

وكشفت المصادر انه بعد الجمود الذي اصاب الملف الرئاسي خلال الايام الماضية، والذي وصل حد نعي البعض لمسار التسوية على هذا الصعيد، يبدو ان الاتصالات الدولية والاقليمية قد نجحت في اعادة الروح اليه، على خلفية ما حصل في غزة، من بوابة مقايضة يعمل عليها لم تتضح معالمها بعد، اذ علم ان الموفد القطري قد ابلغ بتجهيز نفسه للعودة الى بيروت قريبا.

 

فهل يمكن لهذه الحقائق اللبنانية ان تحمي البلاد من الذهاب نحو الاسوأ؟ ام ان المعركة الاقليمية باتت اكبر من الكل؟