IMLebanon

لعبة الرقص على الحبال الرئاسيّة!!

دخل المشهد السياسي العام في البلاد،مرحلة من حبس انفاس في الوقت الضائع، على وقع تقلبات الاوضاع الاقليمية، وترقب لما سيؤول اليه موعد 24 الجاري على مستوى توقيع اتفاق الاطار النووي الايراني، الذي بات بحكم المؤجل، كمحطة مفصلية في رزنامة دول المنطقة، تملأه الحوارات الثنائية بين القوى الاساسية على الساحتين المسيحية والاسلامية.

فوسط مفاجأة الكثيرين من التقدم الواضح الذي أحرزه حوار جعجع – عون خلال الساعات الاخيرة، مع تسلّم «الجنرال» ملاحظات «الحكيم»، على الورقة السياسية الأساسية التي ستصدر عنهما تحت عنوان «اعلان نيات» متضمنة المبادئ العامة التي اتفقا عليها، ليضع ملاحظاته بدوره، قبل انتقال الفريقين الى المرحلة الثانية والأكثر اهمية التي يتوقع خلالها ان يبدأ الحوار المباشر بين عون وجعجع، بحسب مصادر مقربة من الرابية، التي اكدت ان التقدم المحرز شكل رسالة واضحة حول جدية الحوار، رغم بعض المناورات الشكلية نظرا لابعاده المتصلة بالواقع المسيحي خاصة، في ظل الأخطار المصيرية التي تواجه وجودهم في المنطقة عموماً، مع ادراك الطرفين ان المرحلة التالية من الحوار قد تكون الاصعب والأشد اثارة للاهتمام لارتباطها بالموقف من الاستحقاق الرئاسي، التي ستفرض على الوسط السياسي الداخلي التعامل مع هذا الحوار بنظرة مختلفة وبحسابات جديدة، وهو ما بدأت اشاراته بالظهور من كلام النائب سليمان فرنجية خلال اطلالته التلفزيونية.

وبانتظار ان تتبلور أكثر فأكثر المسارات الحوارية الخارجية، والداخلية من سنية – شيعية، ومسيحية – مسيحية، توقفت مصادر مسيحية عند مجموعة لافتة من التطورات والمواقف خلال الساعات الماضية ابرزها:

– اصرار الرابية على أن نقاش التيار والقوات انتقل إلى مرحلة جديدة، محورها الورقة الثانية، التي يفترض أن ترسم خارطة طريق لتطبيق إعلان النيات، الذي بات بحكم المنجز.

– موجة التساؤلات التي أثارها كلام رئيس حزب القوات اللبنانية، خلال ظهوره التلفزيوني، وغموضه حيال موضوع الأزمة الرئاسية، اذ بدا شديد المرونة وممسكاً بالعصا من وسطها في رفضه للحديث الصحافي الاخير لرئيس تكتل الاصلاح والتغيير، مختارا عباراته بدقة، تاركا ظلالا من الغموض لدى الأوساط السياسية التي رصدت ردة فعله بدقة.

– تأكيد مرجع نيابي في الثامن من آذار فشل الحوار، وأن وثيقة التفاهم التي أصبحت شبه منجزة لن تقدم أو تؤخر كونها مجرد تعداد للثوابت الوطنية العامة،مصاغة على شاكلة البيانات الوزارية «حمالة الاوجه الكثيرة»، وببعض الشعارات الشعبوية المسيحية،من الدفاع عن حقوق المسيحيين، مرورا بحفظ دورهم الفاعل في الحكم، وصولا الى حماية وجودهم في المنطقة، معتبرا أن الحوار المسيحي – المسيحي، كما حوارحزب الله – المستقبل، حدد منذ البداية جدول أعماله بالأمور الممكن الاتفاق عليها، خصوصاً تنفيس الاحتقان وتهدئة الشارع وتحقيق الاستقرار الأمني، وهو ما نجح الطرفان في تحقيقه.

– تأكيد مصادر بكركي على أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي لا يطلب منه عبر الإعلام ماذا سيقول، أو ماذا سيفعل، وأنه ليست هناك عادة أن يسمي البطريرك أحداً، أو أن يشير بالاسم إلى هذا أو ذاك، لأن موقعه الديني والوطني يمنعه من ذلك، في رد واضح على قول النائب فرنجية ان المحامي وليد غياض فاتح مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري بامكانية تاييد المستقبل لفرنجية الا ان الجواب جاء بالرفض، مشيراً في المجال الرئاسي الى ان لا وجود لبوادر إيجابية توحي بإنجازه في وقت قريب، خاصة أن مراقبة الأوضاع لا توحي بوجود بوادر حلحلة.

اجتاز مجلس الوزراء الاختبار بنجاح بعد فحص لجنة الرقابة على المصارف، مع تغير روحية عمل مجلس الوزراء الذي لم يتح الاعتراض على القرارات او التحفظ عليها بجلساته هذه المرة، في اشارة واضحة الى ان لا انفراج رئاسي قريب. فبين السر والعلن يختلف المشهد ويتبدل في ازدواجية، بين كلام علني معسول يستغرب التصعيد والتشدد، وهمس كواليس يقارب التشاؤم المفرط.

فهل هو توزيع ادوار بين اطراف الخط الواحد؟ ام هو مسك للعصا من النصف في لعبة الرقص على الحبال الرئاسية؟ ام محاولة لشد عصب الشارع؟ الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها لا تقل ازدواجية، فالمشهد الداخلي لا يبدو غريبا عن المشهد الخارجي، الذي اجاد بيك بنشعي قراءته في كتاب بيك المختارة.