المثل الشعبي القائل إنّ هذا الرجل «يدبك»، أي يرقص، بجزمة (أي بحذاء) جاره.
هذا المثل ينطبق بالتمام والكمال على المجرم السفاح بشار الأسد الذي يقتل شعبه يومياً، ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاءً، أيام رمضان وغير أيام رمضان لا يهم المهم أن يبقى على كرسي الرئاسة.
بالأمس القريب أنقذته الدولة الروسية ليس حباً وحرصاً منها عليه بل انّ روسيا لا تتحمّل أن تخسر الدولة السورية بعد خسارتها العراق وبعدها ليبيا وقبلها منذ زمن مصر، لم يبقَ لروسيا في المنطقة إلاّ سوريا، وعلينا أن لا ننسى أنّ قاعدة طرطوس البحرية أكثر من مهمة بالنسبة لروسيا لأنها القاعدة الوحيدة لها على البحر الابيض المتوسط.
نعود الى القرار الذي اتخذه قيصر روسيا عندما أرسل طائرة عسكرية لجلب المجرم بشار لوحده ومن دون أي وفد ولا حتى مرافق، ولقنه درساً وقال له سوف أنقذك موقتاً ليس حباً بك بل من أجل مصالح روسيا في المنطقة، وانّ بقاءك في سوريا موقت الى أن تتشكل حكومة وحدة وطنية من المعارضة ومن الدولة، ويكون لدى تلك الحكومة الصلاحيات كافة التي تتوافر للرئيس، أي ستكون بديلاً له ويبقى هو صورة موقتة حتى يعود تركيب الدولة وبعد أن تترتب الأمور.
ولكن يبدو أنّ داء العظمة الذي ضرب بشار منذ تسلمه الحكم ليس له دواء، إذ انه يظن أنه الوحيد في العالم الذي يفهم وباقي البشر لا يفهمون.
عجيب كيف استطاع أن يحوّل التظاهرات الشعبية من كونها سلمية طوال 6 أشهر الى أن تصبح عسكرية… طبعاً، هذا أمر طبيعي بعد استخدامه جميع أنواع الاسلحة لمواجهة تلك التظاهرات والتصدّي لها بعنف بالدبابات وراجمات الصواريخ والطائرات التي ترمي البراميل المتفجرة… هذا كله والعالم يتفرّج.
نعود لنقول إنّه لولا التدخل الروسي وبرغم الدعم المالي والسياسي والعسكري الايراني، حيث لم تكتفِ إيران بإرسال ما يسمّى بالخبراء برتب عسكرية عالية، من رتبة لواء مثلاً، بل استعانت بالميليشيات الشيعية التي أنشأتها ودربتها لتقسيم العراق ونهبت النفط العراقي والخزينة العراقية من أجل دعم بقاء بشار الأسد.
واستعانت أيضاً بـ»حزب الله» الذي أصبح عدد عناصره الذين قتلوا في سوريا من أجل كرسي بشار الأسد أكثر من 2000 شهيد بالإضافة الى 8000 معوق، كله من أجل تنفيذ أوامر ولاية الفقيه، هؤلاء الشهداء بدل أن يقاتلوا دفاعاً عن وطنهم لبنان أمام العدو الاسرائيلي فإنهم يموتون دفاعاً عن كرسي بشار الأسد.
هذه الدنيا كلها تساعد بشار… والبارحة أخذ يتهدّد تركيا بأنه سوف يسقطها في حلب! ظننا للوهلة الأولى أنه يريد استرجاع لواء الاسكندرون السليب الذي أهداه البريطانيون والفرنسيون الى تركيا ولم تعترف سوريا بذلك إلاّ أخيراً.
يا سفاح دمشق إرحل كما رحل زين العابدين بن علي رئيس تونس الذي سرق بلده وهرب، والحسنة الوحيدة أنه وفّر على تونس آلاف القتلى وليس كما تفعل أنت، إذ أنك غير مهتم لعدد القتلى من الشعب السوري الذي زاد عن 500 ألف قتيل و12 مليون مهجر… إرحل، وإلاّ سيكون مصيرك مثل مصير معمّر القذافي وصدّام حسين… والأيام آتية.