مسألتان تتصدران أولويات حزب الله في الداخل اليوم، هما تحصين بيئته الشعبية اقتصاديا واجتماعيا في مواجهة الانهيار والاستهداف السياسي له، اضافة الى منع التوظيف والاستثمار السياسي في جريمة انفجار المرفأ، وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خصص قضية التحقيق والمحقق العدلي القاضي طارق بيطار بعدد من الملاحظات المتعلقة بطريقة مقاربة التحقيق .
بالنسبة الى حزب الله، ما يجري اليوم يندرج في سياق الحرب عليه والتعبئة ضده الجارية منذ فترة والتي بدأت بالتصويب عليه بعد انفجار مرفأ بيروت، واستكمل السيناريو في خلدة لينفجر الوضع بصورة فاقعة جدا، على اثر عملية اطلاق الصواريخ وما رافقها وتبعها من مواقف سياسية، فحزب الله كما تؤكد مصادر في فريق الثامن من آذار مدرك ان ما جرى في خلدة ليس حادثا عابرا او بطابع ثأري، ومع ذلك تعامل حزب الله بحكمة وهدوء معه، مغلبا ضبط النفس على الانفعالات التي لا تؤدي الى الفتنة المراد ان تحصل، فحزب الله كان يمكنه ان يتعامل بشكل مختلف مع اشكال خلدة، وان يأخذ حقه ممن اعتدوا وكمنوا لعناصره الحزبية والمشيعين، ولو اراد توجه أيضا الى شويا لسحب أفراد قوته من أسر مجموعات شويا الغاضبة من اطلاق الصواريخ ضمن نطاقها الجغرافي ، الا ان حزب الله تعاطى بروية مع الحادثتين لأنه مدرك ان هناك من يسعى الى الإيقاع به داخليا والذهاب بالبلاد الى التوتير والحقن الطائفي والمذهبي.
ما جرى في شويا معطوفا على حادثة خلدة، لا يؤشر الى مرحلة استقرار سياسي وأمني، وتؤكد المعلومات ان هناك مخاوف من انفلات الوضع الأمني بوجود مؤشرات لدى الأجهزة الأمنية وعدد من الأحزاب الى امكانية حصول توترات إضافية تمشيا مع محاولات التضييق على حزب الله واستكمال الحصار عليه وتأليب الرأي العام ضده ، وهذا الامر يتحسّب له حزب الله ، وصار واضحا ان هناك من يسعى لاستعادة مشهد العام ٢٠٠٥ باستخدام عوامل الانهيار وتحميل حزب الله المسؤولية عن الوضع الحالي، كما الاستثمار في البيئة السياسية المعادية له
بفبركة أخبار و شعارات وخلق شهود زور في جريمة المرفأ واتهامه بتوريط لبنان في سياسة المحاور وتصفية الحــسابات والمغامرة بأمن البلاد على توقيت مصالح إقليمية .
يؤكد سياسيون من فريق ٨ آذار ان حزب الله أجرى منذ فترة مراجعة سياسية شملت كيفية التعاطي مع تطورات شديدة الخطورة يمكن ان تحصل، وكيفية مواجهة اشتداد وتصاعد الحملة ضده، وتقتضي المراجعة تحصين بيئة الحزب وتمتين العلاقة وشدشدة الترابط مع الحلفاء ، والتركيز على مسألة التنسيق مع الأخصام التقليديين، خصوصا ان لا أحد يؤيد فكرة الانزلاق نحو سيناريوات سوداوية لا في بيئة حزب الله او لدى السنة والدروز والمسيحيين، مع حرص حزب الله للحفاظ على اعتبارات المقاومة والفصل بين السياسة وما يحصل اقتصاديا على قاعدة ان التعامل مع العدو الاسرائيلي منفصل عن الأحداث الداخلية، وان الانهيار الاقتصادي لا يعني التفريط بمعادلة الردع مع «اسرائيل» .