لبنان، أمضى يوماً آخر، في عالم الشهادة.
وهو عالم كبير، وله رصيد وباع.
لا أحد يجهل تداعيات الحاضر.
ولا أحد يمكنه أن يتكهن بمفاجآت المستقبل.
والخوف والاقدام، لا يبرران الركون الى المجهول.
وحوار المستقبل والحزب لا يمثل البديل من الانتظام، في عمل سياسي واضح.
والخطوات الآتية تقوم على المفاجآت لا على الرتابة.
صحيح، ان الانتظار هو سيّد الموقف.
إلاّ أن المقاومة تدرس.
واسرائيل تتوقع الرد.
وبين الدرس والتوقع، يبقى لبنان تائهاً أو غارقاً في المجهول.
هل يشمل الانتظار، ما سيسفر عنه الحوار الآخر، بين الرابية ومعراب؟
لماذا الانتظار؟
هل في الأفق معلومات؟
أم أن الغموض، هو سيّد الموقف.
عطّلوا أدوار الحاكم والمحكوم والمراقب.
وبقيت البلاد بانتظار الانتظار.
كلهم، ينتظرون النتائج المترتبة، على الحوار السعودي – الايراني.
ومعظمهم يراهن على مصير الحوار الايراني – الأميركي.
واسرائيل تمعن في تخريب الحوار بين واشنطن وطهران.
وربما، يكون العدوان على شهداء حزب الله في سوريا، لا في لبنان، فرصة لإبعاد ضربة الحزب عما ينتظرها.
وهذا هو سرّ الانتظار!
في المعلومات ان أركان ٨ و١٤ آذار، باتوا مدركين ثلاثة أمور:
١ – لا بد من انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
٢ – لا مراهنة بعد الآن على جلسات نيابية، تفتقد النصاب.
٣ – ما أحلى الرجوع الى الدستور.
والشروط الثلاثة تستدعي اجتماع الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
طبعاً، ليس الرهان عليه كبيراً.
لكن التوافق بين النقيضين، سيكون، إن حدث، كبيراً.
كان الشهيد اميل البستاني يراهن على المستحيلات.
ولذلك، أوفد قبل رحيله غرقاً في البحر، موفدين لترتيب حوار بين الرائد العربي جمال عبدالناصر وبين الانكليز، خصوصاً، والأميركان فيما بعد.
ويقال ان الحوار أرسى قواعد.
إلاّ أن الزعيم اللبناني فقد المرساة وغرق في البحر.
وغرق معه حُلم السلام بين الأضداد.
سلام الأضداد هو عنوان المرحلة الراهنة داخلياً.
والسلام بين الأعداء بعيد، ومستحيل.
والحرب هي الممكنة.
أما السلام فهو المستحيل!