Site icon IMLebanon

دار الفتوى مركز استقطاب سنّي في غياب فشل مشروع بديل الحريري

السعوديّة لم تبح بكلمة السرّ الرئاسيّة… ولم تنظم كتلة واحدة
تحولت دار الفتوى في الاونة الاخيرة الى مركز استقطاب للنواب السنّة، لا سيما في ظل غياب المرجعية السياسية الاساسية الممثلة بالرئيس سعد الحريري وتياره. ويلعب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم دورا”رعائيا سياسيا” في الاطار العام بمباركة وتشجيع من السفير السعودي وليد البخاري، في ظل غياب او تغييب الرئيس الحريري و”الحريرية السياسية” التي ما زالت حاضرة بقوة في الاوساط الشعبية السنية، رغم النكسات التي تعرضت لها في السنوات الاخيرة.

ورغم الدور السياسي الموكل اليوم لدار الفتوى، الّا انها لم تتمكن من تأطير النواب السنّة على مختلف الوانهم وميولهم في مشروع موحد او تكتل سياسي موحد، واكتفت في رعاية لقاءات جامعة لاغلبية نيابية سنية، في اطار اطلاق مواقف عمومية تتركز على الدفاع عن حقوق ومكتسبات السنّة في النظام العام او على قضايا ومواقف وطنية عامة.

وما عزز تسلم دار الفتوى هذا الدور، هو عدم تمكن السفير السعودي او ربما تريث القيادة السعودية في اختيار البديل للحريري، لا سيما بعد فشل مشروع لعب الرئيس فؤاد السنيورة هذا الدور وخسارة مرشحيه في الانتخابات النيابية.

ويقول احد النواب الذين التقوا البخاري انه لم يتناول بشكل مباشر موضوع اختيار قيادة سياسية سنية جديدة، بقدر ما ركز على توحيد الموقف النيابي السني حيال القضايا والاستحقاقات الوطنية والملفات الحيوية. وينفي ايضا ان يكون تطرق، على الاقل في اللقاءات الموسعة، الى ترشيح اسماء لرئاسة الجمهورية او استبعاد اسماء اخرى. وقد يكون تصويت اكثر من ثلث النواب السنة لـ “لبنان الجديد” انعكاسا لاجواء هذه اللقاءات.

لكن السفير السعودي، حسب المصدر، تحدث امام العديد من النواب في لقاءات منفردة بصراحة عن استبعاد اي دور للحريري في القيادة السنية السياسية في المرحلة الراهنة او المنظورة، ما جعل احد النواب يقول لبعض المستفسرين عن عودة قريبة للحريري الى لبنان “انسوا الحريري في الوقت الراهن”.

وفي هذا السياق، يؤكد المصدر النيابي السني ان المعلومات والتسريبات الاخيرة عن احتمال عودة الحريري بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، هي مجرد تكهنات، وان انتخاب رئيس جديد للبلاد ربما يبلور مصير عودته او بقائه خارج البلاد. ويستدرك المصدر قائلا : ان “الفيتو” السعودي في وجهه ما زال قائما، ولم يتبدل اي شيء في هذا المجال.

لكن في المقابل، تشهد الساحة السنية نوعا من الفراغ على صعيد بلورة قيادة فاعلة كما كان قبل ان يقرر الحريري الابتعاد عن المشهد السياسي ومغادرة لبنان حتى اشعار آخر.

وتقول المعلومات، انه في ضوء جولات ولقاءات البخاري الاخيرة، تحدث بعض المتحمسين لتحركه عن انه استطاع ان يشجع على تكوين اطار سياسي سني موحد مؤلف من ١٥ نائبا على الاقل يتفقون في الرأي على كل الملفات والاستحقاقات، لكن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لم تعكس هذا الامر، لا بل ان الذين صوتوا للبنان الجديد لا يتفقوا على اسم موحد لرئاسة الجمهورية، ولا على ملفات اخرى.

وتبدو الخريطة السياسية السنية في المرحلة الراهنة ضبابية، رغم كل المحاولات التي جرت لبلورة قيادة بديلة عن الحريري. فهناك من بقي على موقفه المستقل عن القرار او التوجيهات السعودية، كما كان حاله في عز قوة الحريري والدعم الذي كان يتلقاه من الرياض، وهناك من التحق بقوى “التغيير” مستقلا عن الاطراف الاخرى، وهناك من التحق بمعسكر ما يسمى “القوى السيادية” الذي باتت تقوده اليوم “القوات اللبنانية”، وهناك النواب الذين كانوا في صفوف “المستقبل” والذين لا يقبلون ان يكونوا باي شكل من الاشكال تحت مظلة “القوات”.

لذلك يبدو المشهد السياسي السني معقدا حتى اشعار آخر، خصوصا في ظل فشل خلافة الحريري او جمع اكبر عدد من النواب السنة تحت قيادة شخصية سنية بديلة.