Site icon IMLebanon

دار الفتوى ستتولّى قيادة الساحة السنيّة منعاً لحصول انقسامات داخل الطائفة مخاوف من دخول متطرّفين سنّة على الخط لخلق مشروع حرب مذهبية…؟!!

 

ما جرى يوم الاثنين الماضي في بيت الوسط، قلب الوضع رأساً على عقب، مع إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه و»تيارالمستقبل» عن خوض الانتخابات النيابية، وتعليقه العمل السياسي، ما أحدث ما يشبه الانقلاب السياسي الذي طوّق اكثرية اهل السنّة، خصوصاً التابعين والمؤيدين للتيار الازرق، الذين خرجوا الى الشارع للتعبير عن سخطهم ورفضهم للقرار، مؤكدين مقاطعتهم للانتخابات وعدم إقتراعهم لأحد، في ظل غياب الحريري، الذي يعتبرونه الزعيم السنيّ الوحيد السائر على خط الاعتدال، هذا الموقف يعود بنا بالذاكرة الى العام 1992 حين قاطع المسيحيون الانتخابات النيابية، وإن اختلفت الاوضاع اليوم عن ذلك الزمن، الذي ترافق مع وجود سلطة الوصاية السورية، في ظل النفي والاعتقال للزعماء المسيحيين حينذاك، مع ما رافق ذلك من احباط مسيحي طالت فترته سنوات.

 

لكن حينذاك استطاعت بكركي من خلال البطريرك نصرالله صفير تلقف الوضع ، وإزالة ذلك الاحباط ولو بنسبة قليلة، فتولّت قيادة الساحة المسيحية التي كانت تبحث عن زعيم فلا تجده، مع غياب العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع حينذاك، فلم يبق في الساحة إلا بكركي، واليوم يعود المشهد عينه، لكن بغياب الوصاية السورية، فيما يعتبر المعارضون، ومن ضمنهم اهل الطائفة السنّية المؤيدون «للحريرية السياسية»، أنه توجد هيمنة ايرانية على لبنان، الامر الذي يطرح مخاوف وهواجس من دخول المتطرّفين السنّة على الخط، لشدّ العصب المذهبي واختيار الشعارات الحساسة، التي تلعب على الوتر الطائفي والمذهبي في هذه الظروف الحساسة والخطرة، بحسب ما يرى وزير سابق الذي اشار الى وجود التمام من قبل بعض القواعد السنيّة مع منظمات متطرّفة، يعملون على تسخين الساحة اللبنانية، بعد تفاقم الخلافات السياسية اللبنانية مع دول الخليج، واعلان الرد على الورقة الخليجية اليوم في الكويت عبر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، والمعروف بقلم مَن قد تمّت صياغة الردّ عليها.

 

واعتبر الوزير السابق أنّ تداعيات ذلك ستكون وخيمة، من خلال إحياء حالة تطرّف على مستوى القاعدة السنيّة الشعبية التي يغيب عنها الحريري، اذا سلمنا بأنّ اعتكافه كان مرتبطاً بقرار، وكان يتجنّب دخول هذه المعركة، ولذا انسحب من الحياة السياسية في هذا التوقيت بالذات، فكل شيء مرتبط ببعضه، لكن السؤال من سيُملي هذا الفراغ ؟ فالاتجاه سائر بالتأكيد نحو الحالات المتطرّفة، مبدياً خوفه من ان نكون امام وضع مخيف، اي مشروع حرب داخلية عنيفة، والحرب نعرف كيف تبدأ، لكن بالتأكيد لا نعرف كيف ستنتهي؟!

 

وعلى الخط الانتخابي، دعت مصادر سياسية بارزة الى ضرورة تكاتف الصقور السابقين في «تيار المستقبل»، امثال الوزير السابق اللواء اشرف ريفي والنائب السابق احمد فتفت وغيرهما، للوقوف سدّاً منيعاً امام طموح العديد من المرشحين السنّة المعارضين للتيار الازرق، والهادفين الى نيل مقاعده في المجلس النيابي، كيلا ينالوا ما يبغون اليه على طبق من فضة وبسهولة تامة، معتبرة أنّ عدم خوض نواب « المستقبل» للانتخابات، سيشكّل خسارة كبيرة على الساحة السنيّة عموماً، لكن ومع إعلان المفتي عبد اللطيف دريان يوم امس، ومن السراي الحكومي بعد خلوة مع الرئيس نجيب ميقاتي، خرجا بعدها بموقف ايجابي، مفاده انّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، ولن يكون هنالك مقاطعة سنيّة للانتخابات، الامر الذي اراح اهل السنّة في ظل الهواجس التي يشعرون بها، لكن ووفق المصادر المذكورة فإن دار الفتوى لن تسمح بخلافات سياسية سنيّة داخلية، او سنيّة – شيعية، فهي كانت وستبقى رمزاً للاعتدال، والمرجعية الدينية التي تقف سدّاً منيعاً امام اي محاولة لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، ولن تسمح بأي خلل أمني، تعمل على إحضاره الطوابير الخامسة لإشعال الشارع الاسلامي.