IMLebanon

حِراك دار الفتوى يحسم المُشاركة السنّية.. ويخلط الأوراق الإنتخابيّة

 

مع مرور أسبوع على الإعلان بالخروج من الحياة السياسية والعزوف عن المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة من قبل الرئيس سعد الحريري، فإن الساحة الداخلية تبدو اليوم أمام منعطفٍ بالغ الأهمية على صعيد تحديد مسار الإستحقاق النيابي، حيث توقعت معلومات مؤكدة بأن تشكّل الأيام القليلة المقبلة، فرصةً لبلورة بعض التحالفات الإنتخابية وحسم بعض الخيارات السياسية والحزبية على مستوى حركة المرشحين، وبالتالي، وبعد اللقاءات التي تمّت في دار الفتوى خلال الأسبوع الماضي، والتي أكدت على حتمية المشاركة السنّية في الإنتخابات المقبلة وعدم المقاطعة وبأن الإنتخابات ستحصل في مواعيدها.

 

ومن ضمن هذا السياق كشفت المعلومات،أن قوى سياسية وحزبية بدأت في اليومين المنصرمين،بالتواصل مع بعض القواعد الحريرية في معظم المناطق، بغية تركيب اللوائح والتوافق مع مرشحين محتملين، ومنهم من هم نواب حاليين في “تيارالمستقبل”، وتأكّد لهم بأن ثمة قرارٌ من أعلى مرجعية في الطائفة السنية، على عدم المقاطعة وترك الخيار لكل من يرغب في خوض الإستحقاق النيابي.

 

وعلى هذه الخلفية، أوضحت المعلومات نفسها، أن التواصل والتنسيق انطلق في بيروت والجنوب والبقاع وصولاًإلى طرابلس وعكار،وهذا ما يؤشر إلىأن الحريري الذي أقدم على خطوة تعليق مسيرته السياسية، قد بات خارج المونة على جمهوره ومحازبيه وأنصاره، في ضوء تسريبات تتوقع بانه قد يعود الى بيروت قبل 14 شباط ذكرى استشهاد والده ، وربما تكون له لقاءات مع “كتلة المستقبل” النيابية والمكتب السياسي للتيار وبعض الشخصيات السياسية، في إطار أكثر من تساؤل حول كيفية مقاربة الوضع المستجد على الساحة السنية، بعدما أعلن شقيقه بهاء دخول المعترك السياسي والإنتخابي في لبنان من خلال خطّ”الحريرية السياسية”، وهو ما يعني وفق المتابعين للحراك المستجد، بأنه على الرغم من كل هذه الاجواء والمؤشرات، ثمة ضياع وإرباك حتى الساعة،مما سيؤدي الى فرز سياسي وبلبلة إنتخابية في كل المناطق، التي تُعتبر قواعد اساسية لـ “المستقبل” وجمهوره.

 

وفي سياق متصل، ذكرت المعلومات نفسها، أن الأسبوع الجاري، سيشهد لقاءً يجمع بين الحزب التقدمي الإشتراكي و”القوات اللبنانية” في معراب، التي سيزورها النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، وقد تكون هذه الجلسة حاسمة لجهة إرساء التحالفات بين الطرفين وإعلان أسماء المرشحين في الشوف وعالية وربما في مناطق أخرى، في ضوء تساؤلات حول الأطراف التي سيتحالف الحزبان معها على الساحة السنية، بعد انكفاء رئيس “المستقبل” عن الحياة السياسية ودخول شقيقه بهاء، المسيرة السياسية الحريرية،وحول إمكاناتالتواصل مع بهاء،أمّأن حسم هذا الموضوع يحتاج إلى ترقّب لخطوة المقبلةوإمكان أن يكون مدعوماً من قوى سياسية في الداخل أو في الخارج. وبالتالي، وبناءً على هذه المعطيات، سيتحدد حجم التحالف ، لا سيّما في الشوف والبقاع الغربي وبيروت، حيث يحتاج كلّ من الإشتراكي و”القوات”،إلى الدعم السنّي، الأمر الذي كان له دوره في سياق التحالفات القائمة منذ العام 2005 ، خصوصاً في منطقة عكار التي كانت الرافد السنّي المستقبلي لـ”القوات”.

 

من هنا، فإن حالةً من الضبابية تخيّم حتى الساعة على هذا الإستحقاق بعد المتغيرات الأخيرة وابتعاد الحريري عن الساحة السياسية،إضافةًإلى ما تضجّ به الساحة اللبنانية من خلافات وانقسامات بدأت تتفاعل في الأيام القليلة الماضية،وستنعكس بشكلٍ مباشر على الإنتخابات النيابية المقبلة.