Site icon IMLebanon

دار الفتوى تتولى ملف الانتخابات .. والحريري غير مرحّب به من الثنائي…؟

 

 

لا يأتي الحديث عن احتمالية تأجيل الانتخابات النيابية من فراغ …الجميع في لبنان وخارجه يستبق هكذا خطوة بالتلويح بالويل والثبور وعظائم الامور فيما الحقيقة في مكان اخر ..هنا تحديدا يبرز سيناريوهان نقيضان يسربهما المجتمع الدولي وجهات وازنة في البلد:

 

{ الاول يتحدث عن مراسلات واتصالات جرت بين جهات عربية ودولية للبحث عن مخرج لتاجيل الانتخابات بناء «للبوانتاج» المحلي الذي اجراه فريق المعارضة وجهات المجتمع المدني، والذي اظهر عدم امكانية تحقيق مكاسب تقلب المعادلة في المجلس النيابي، وزاد الطين بلة، تأكد المعنيين ان غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتياره عن المشهد السياسي سيزيد في رصيد حزب الله،  وسيعوم حلفاءه السنّة، ويُبقي معه الاكثرية النيابية، ويعوض خسارة حليفه التيار الحر بعض المقاعد .

 

{ في حين ان السيناريو الثاني، والذي تروج له شخصيات سنية على خلاف مع تيار المستقبل، يقول بضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، وان الفرصة مؤاتية اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان للسيطرة على الشارع السنّي، وتعويض غياب الحريري، وخلق زعامات سنية جديدة متمولة وقادرة على قيادة هذا الشارع وتحقيق التوازن السياسي مع حزب الله وحلفائه.

 

دعاة السيناريو الثاني يروجون بشكل جدي بانه يمكن تعميم التجربة العراقية في لبنان، ومنع الثنائي الشيعي من انتخاب رئيس مجلس النواب الحالي نبيه بري مجددا، او اي شخصية شيعية محسوبة عليه لترؤس المجلس النيابي، وفرض رئيس جمهورية على نقيض تام معه، وعلى هذا الاساس تؤكد مراجع لبنانية ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يراهن لتحقيق حلمه بالوصول الى قصر بعبدا، فيما يبقى المطلب الاساسي تاليف حكومة تتبنى بيان وزاري لا يعترف بالمقاومة.

 

من هذه النقطة تحديدا ينطلق مصدر قيادي مقرب من الثنائي الشيعي للتأكيد على نقطة اساسية استراتيجية حسب توصيفه:«لبنان ليس العراق، ولا يمكن لأي جهة عربية او غربية فرض انتخاب رئيسي مجلس النواب والجمهورية على قياس طموحاتهم في المنطقة، او المساس بشرعية المقاومة والمعادلة الذهبية التي حمت لبنان في وجه العدو الاسرائيلي»، مع تشديد المصدر على استحالة القبول ببهاء الحريري كخليفة محتملة لاخيه، والذهاب الى حد عدم الترحيب به، وبالموازاة طرح اكثر من علامة استفهام حول ما يستند اليه بهاء في دخوله المعترك السياسي، في «ظل عدم وجود راع دولي او عربي، او تأييد داخلي وسنّي كافٍ له».

 

وكشف المصدر عن وجود اتصالات على أعلى المستويات، ومن داخل البيت السني تشارك بها دار الفتوى وشخصيات سنية رئيسية في نادي رؤساء الحكومات السابقين، لتشكيل لوائح انتخابية تضم شخصيات اساسية من تيار المستقبل، وكشف المصدر انه جرى التواصل مع مقربين جدا من عائلة الحريري لترؤس هذه اللوائح دون التوصل الى قرار نهائي بهذا الشأن.

 

ولم يستبعد المصدر وفقا لمعلومات مؤكدة امكانية عودة سعد الحريري عن قراره، او على الاقل إعلانه عما يشبه التكليف لبديل عنه، ويجري التداول ان الحريري سوف يترك المسالة بشكل رسمي الى دار الفتوى.

 

وفي موازاة كل ما يقال حول اجراء او عدم اجراء الانتخابات في موعدها ، فان هناك ثلاثة اسئلة  قد تلغي كل هذا اللغط الحاصل:

ad

 

أولا: ماذا لو نجحت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، على وقع الايجابيات التي بدأت في فيينا حول الاتفاق النووي بين اميركا وايران ؟

 

ثانيا: ماذا لو تأكدت المعطيات المتداولة حول مساع لترتيب علاقة السعودية مع حزب الله، على وقع المفاوضات الايرانية الايجابية معها؟

 

ثالثا: على وقع ما تقدم، ماذا لو ذهبت الأمور باتجاه مؤتمر تأسيسي، او تفعيل حقيقي لاتفاق الطائف، طبعا مع إجراء بعض التعديلات التي لا تمس بجوهر هذا الاتفاق.