Site icon IMLebanon

درعا..هزائم «الممانعة» وبشّار وغنائم أهل الدار

تتواصل خسائر النظام السوري وحلفائه في درعا، وتتعاظم في ضوئها الانتكاسات والانكسارات التي يتعرضون لها، على الرغم من مواصلتهم عملية دفع التعزيزات العسكرية، في سعي منهم لتحقيق أي إنجاز يُمكن أن يعوّضهم عن الخسائر الفادحة التي تلحق بهم منذ شهر تقريباً، من دون أن يتمكنوا خلاله، من الثبات في حي أو موقع تمهيداً لتحقيق خطتهم العسكرية الرامية للوصول إلى معبر درعا القديم على الحدود السورية – الأردنية. وفي درعا، تتوزّع الخسائر البشرية بين حلف «الممانعة» ويتقاسمها كل من النظام و»الحرس الثوري الإيراني» و»حزب الله» وبقية الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية.

أمس، كشفت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تضم فصائل عاملة في منطقة حوران جنوب سوريا، عن حصيلة الخسائر التي تكبدتها قوات الأسد والميليشيات العسكرية التي تقودها ايران في سوريا في الجولة العسكرية الأولى، بعيد انتهاء «الهدنة المؤقتة» في محافظة درعا، والتي كان هدفها الوصول إلى معبر درعا القديم على الحدود السورية – الأردنية. وأعلنت «استعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي غربي حي المنشية في درعا البلد، بعد معارك طاحنة أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف النظام وحلفائه».

هذا التراجع الملحوظ للنظام وسط الضربات التي يتكبّدها على يد الفصائل في درعا، دفعه أمس إلى تعزيز الجبهة هناك بالفرقتين الرابعة والخامسة والحرس الجمهوري، إلى جانب ضباط وعناصر من «الحرس الثوري» و»حزب الله»، لكن وخلال فترة قصيرة، تمكنت الفصائل من استيعاب الهجوم حيث عادت إلى تنظيم صفوفها لتتمكن بعدها من إستعادة جميع المواقع التي كانت سيطرت عليها قوى «الممانعة». وأكدت «البنيان المرصوص» أن «خسائر النظام وحلفائه، بلغت أكثر من 30 قتيلاً، وأربعة أسرى، إلى جانب تدمير دبابات وعربات عسكرية، واغتنام دبابة من نوع «ت 72»، وعربة «بي أم بي». ويُذكر أنه تم التوصل يوم السبت الماضي، إلى «هدنة مؤقة» في درعا بين النظام والفصائل، بعد نحو شهر تقريباً على الحملة العسكرية غير المسبوقة على البلدة.

لم يستطع حلف «الممانعة» استكمال «الإنتصارات» التي كان حققها في بعض المناطق عن طريق الترهيب أو الترغيب. هذا الحلف الذي تقوده ايران، ظن أن بإمكانه وصل مدينة درعا بما سبق وحققه في حلب وبعض مناطق وأحياء دمشق والزبداني ومضايا، لكن الخيبة كانت العنوان الأبرز لضباط وجنود وعناصر ميليشيوية يتهاوون ويتعرضون لأقسى الضربات وينهارون أمام عزيمة أبناء مدينة درعا التي تتعرض بشكل يومي لأبشع عمليات الإستهداف من خلال القصف المدفعي والصواريخ الشديدة الإنفجار والبراميل المتفجرة والألغام البحرية وقنابل النابالم. وباعتراف ضباط من النظام، فأن ما يتعرضون له في درعا، لم يكن متوقعاً، إذ أن الباب هناك فُتح على إزهاق أرواح المقاتلين.

الخسائر الكبيرة استدعت أحد ضبّاط النظام للقول «يجب على الحليف الروسي أن يكون جدّياً في تقديم الدعم الجوي المطلوب من دون المزايدة على قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري المتواجدين في المنطقة». ومن المعروف أن القوات الروسية في قاعدة «حميميم» الروسية الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية، كانت اتهمت قوات النظام في درعا بعدم الكفاءة والقدرة، وأن النتائج المحققة في هجوم القوات البرية الحكومية في مدينة درعا ليس كافياً حتى الآن، علماً أننا نقدم الدعم اللازم لتحركات الوحدات البرية مع إنضمام الفرقة الرابعة كقوة مؤازرة وقيادة أساسية للمعركة».

المخطط الإيراني الذي يستكمله النظام في درعا والقائم على تغيير ديموغرافي في المدينة يفضي إلى توطين بيئة موالية للنظام السوري وإيران في هذه المناطق، بدل السكان الذين ينزحون عنها، تزامن مع اليوم العالمي للاجئين في العالم كله والذي يبلغ عددهم 65.6 مليون لاجئ ونازح نتيجة النزاعات الدائرة في مناطق عدة. ويشكل اللاجئون السوريون أكبر عدد لاجئين في العالم حيث يبلغ 5.5 ملايين سوري. وفي المناسبة كان رئيس الحكومة سعد الحريري قد غرّد عبر حسابه الرسمي على «تويتر» أوّل من أمس بالقول: «لمدة تزيد عن الـست سنوات، شهدنا فرار ملايين السوريين من أرضهم، حان الوقت لوضع حدٍ لظلم نظام الأسد وتأمين عودة آمنة لهم».

خسائر النظام وحلفائه، لها إنعكاس أيضاً في لبنان وخصوصاً في بيئة «حزب الله» التي ما عادت تقوى على تحمّل المزيد منها. ففي الضاحية الجنوبية التي تضم أكبر موزاييك للطائفة الشيعية في لبنان، ثمة تخوّف كبير من العودة إلى زمن خسائر الشُبّان على النحو الذي كان عليه الوضع قبل إنتهاء معركة حلب. في بيئة الحزب لا عيد سيأتي ولا فرح قريب يُمكن أن يُبشّر بأيام واعدة تحمل معها الفرح لكل بيت خرج منه فرد ليُقاتل على جبهات الموت خارج حدود الوطن. أدعية وصلوات ممزوجة بصلابة حبّات «المسبحة»، تُرسم على شفاه لا تدعو لغير الله بعودة فلذات الأكباد سالمين. ولمن ينتظر العيد للقاء الأهل والأحبّة، فالعيد بالنسبة إلى قسم كبير جداً من بيئة الحزب، هو لترقب المجهول وإنتظار عودة الغائبين، والجلوس عند ضرائح الراحلين.