ثمّة «عائشات» كثيرات في تركيا، وثمّة أكثر من «عائشة غول» لا نعرف أيّها تحمل الباخرة إسمها هل هي عائشة غول في مسلسل «علاقات معقّدة» أم عائشة غول المطربة والممثلة التركية عائشة غول الدينتش، أم الممثلة التركية الراحلة عائشة غول دفريم، الجماعة في الزهراني لم يتحمّلوا اسم «عائشة غول» هذا تاريخٌ من الكراهية لأم المؤمنين عائشة، سبق وكتبنا الكثير عن هذا التاريخ الذي يصرّ كثيرون على دفن رأسهم في الرّمال وكأنّهم إذا لم يروه سيصبح غير موجود وغير قائم وغير حقيقي ولا جوهر عقيدة!!
ويجد تغيير اسم الباخرة عائشة غول إلى «إسراء» أصله في عقيدة من رفضوا الباخرة بسبب اسم «عائشة»، فقد ورد في كتاب الكافي للكليني الجزء1 صفحة 310 كتاب الحجة: باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى، «عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبدالله وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: أدنُ من مولاك فسلّم، فدنوت فسلّمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح، ثم قال لي. اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها امس، فإنه اسم يبغضه الله، وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء (وهو لقب السيّدة عائشة لاحمرار وجهها من شدّة البياض لقبّها به النبيّ صلوات الله عليه)، فقال أبو عبدالله عليه السلام: انتهِ إلى أمره ترشد، فغيّرت اسمها»، فإذا كان هذا الكره المنسوب زوراً لابن بيت النبوّة للقب السيّدة عائشة أم المؤمنين، فكيف الحال بكره اسمها؟! وإن كان هذا النصّ يثبت وصفها بالـ»حُمَيْراء» فكيف بك وأنت تقرأ في أمهات كتبهم وصفهم لها بأنّها «سوداء»!!
ونحن هنا، لا نتحدّث كما بعض جهلة يعتبرون أنّ هذا الأمر ظهر مع إيران الخميني لأنّهم غير مطّلعين على هذا التاريخ الأمر ليس فتنة مستجدةٍ، بل تاريخ قديم جدّاً لعقيدة عمادها السبّ واللعن، وطوال ما يزيد على ألف عام، هذه العقيدة لم تحد شعرة عن مقولاتها تلك، بل اكتفت في حجبها عن أهل السُنّة إمّا تقيّة، وإما لمصلحة سياسيّة، وهي تُمارس كلّ يوم كفعل عبادةً يوميّ، فتتلى الأدعية بعد الصلاة، وفي الزيارات وكلّ نصوصها قائمة على لعن الصحابة الكبار السابقون في الإسلام، ولا ندخل بيتاً شيعيّاً إلا وكتاب «مفاتيح الجنان» للقمّي يتبوأ الصدارة فيه، وللقارئ أن يقلّب صفحاته ليتيقّن أن لعن وسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين خصوصاً السيدة عائشة والسيدة حفصة ووالديهما أبو بكر وعمر هو عقيدة ـ بكلّ ما للكلمة من معنى ـ وليس تطرّفاً بسبب ظروف المنطقة أو سواه!!
ونأخذ من مصادر الشيعة الكبرى بعض الأمثلة، لا أقل ولا أكثر، ونتجنّب الخوض معهم في السيّدة عائشة أم المؤمنين ونقل ما يقولونه فيها لحرمة نبيّنا وعرضه في نسائه، روى الكليني عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: «إنّ الشيخين – أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين -عليه السلام- فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (روضة الكافي 8/246)… وفي كتاب «الأنوار النعمانية» (2/279) قال نعمة الله الجزائري: «لم نجتمع معهم [مع أهل السُنّة] على إله ولا نبي ولا على إمام؛ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا»… ويحدّثونك بعدها في تغيير اسم باخرة كهرباء تركية اسمها «عائشة غول»، أو يقولون لك «فتنة»… و»أيّ فتنة»!!