سيفتقد المسؤولون اللبنانيون، وسواهم من أهل السياسة من يعتبرونه «الصديق» دايڤيد ساترفيلد الذي أنهى أمس آخر جولاته المكوكية، بين لبنان وفلسطين المحتلّة. أنهى آخر جولاته ولكنه لم يحقق حلمه بالتوصل الى «إنجاز العمر» من خلال ترسيم الحدود اللبنانية – الفلسطينية. على أمل أن ينجح خليفته الجديد في هذه المهمة التي يُعترف لمستر ساترفيلد بأنه توصّل فيها الى نتائج أولية / مبدئية لا بأس بها.
الزيارة الأخيرة (رسمياً، بتكليف) حرص ساترفيلد على أن تكون كمروحة لقاءات واسعة شملت الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وأمين عام وزارة الخارجية في غياب الوزير جبران باسيل في لندن، وأيضاً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووزيرة الطاقة والمياه السيدة بستاني التي كانت قد دعته للعمل على انخراط الشركات الأميركية (ذات الصلة) في مناقصات القطاع النفطي/ الغازي اللبناني. وقد استجاب الرجل وحمل معه في زيارته، التي دامت يومي أمس الأربعاء وأوّل من أمس الثلاثاء، أجوبةً إيجابية تؤكد على استعداد غير شركة أميركية للانضمام الى منظومة الشركات العالمية الكبرى المنخرطة في هذا النشاط تنقيباً عن النفط والغاز، وحتى في مراحل ما بعد التنقيب.
إذاً، يغادرنا ساترفيلد وفي جعبته شيء من النجاح أقلّه تفهمه لوجهة النظر اللبنانية… هذا التفهم الذي أملاه بالتأكيد الموقف اللبناني الموحّد في القصر الجمهوري وعين التينة والسراي الكبير وقصر بسترس.
فمن سيكون البديل؟
مبدئياً ونظرياً يفترض أن يحل محله في استكمال المفاوضات خليفته الذي يلتقي وإياه في الاسم الأوّل. فالبديل هو أيضاً «دايڤيد» والاسم الثاني «سينكر». وجرى تعيينه أصيلاً بعدما نال ثقة كبيرة في مجلس الشيوخ ليكون شاغلاً موقع «نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى»، أي أنّ أي قضية بين لبنان والكيان العبري في فلسطين المحتلة هي من ضمن صلاحياته.
ولكن لم يُعرف بعد (إو إننا لم نعرف بعد) ما إذا كان سينكر سيخلف ساترفيلد في الوساطة حول ترسيم الحدود البرية والبحرية (بالذات حدود لبنان الاقتصادية في مياهه الإقليمية). إذ ليس ما يمنع الرئيس دونالد ترامب أن يعيّن أيّ موفدٍ آخر يتولّى هذه المهمة.
في السياق ذاته ليس مستغرباً أن يبقي ترامب على ساترفيلد وسيطاً، موفداً شخصياً له، وإن كان هذا الاحتمال ضعيفاً في المرحلة الراهنة.
وفي المعلومات أن الجانب اللبناني يأمل استمرار «دايڤيد» الأوّل الذي يعرفه اللبنانيون جيداً منذ أن كان سفيراً لدى بيروت… وتجدر الإشارة الى أن «دايڤيد» الثاني هو أيضاً بنى شبكة علاقات واسعة مع شخصيات لبنانية عديدة بينها مسؤولون كبار.