IMLebanon

يوم المجازر والفواجع

المجازر والفواجع تتوالى.

ولعل ما حدث في ليبيا مثير.

لا بل انه كارثة.

وأكبر من مجزرة.

والسؤال: ما هو دور العالم الآن؟

هل يجوز السكوت عليه؟

هل يتقبل العالم جريمة داعش؟

وهل بالاستنكار وحده، يضع العالم حداً لجرائم تتوالى، وكان آخرها ذبح ٢١ مواطناً قبطياً، من جمهورية مصر العربية؟

بربرية لا توصف لا بأقذع الأوصاف، ولا بأبشع الألفاظ.

كان فولتير يقول إن لا شيء كالجريمة يقود الانسان الى الحقيقة.

لكن الحقيقة في رأي فيلسوف اغريقي لا يكفي أن تعرفها، بل ينبغي لك أن تقولها.

هل قتل ٢١ شاباً، في ليبيا، يخلق انتفاضة انسانية على الارهاب المتنامي؟

وهل الارهاب هو فعلته القاعدة في أميركا؟

وهل هو ما تفعله النصرة وداعش في لبنان؟

من أين للارهاب هذه القوة؟

ومن المسؤول عن تركها تستولي على منابع النفط، ومواطن الثروة في العراق وسوريا وسواهما؟

المسؤولية واسعة، وتوسعت أكثر بعد مجزرة ليبيا.

خطفت النصرة وداعش العسكريين، وفرضت نفسها معسكراً منيع القوة والجانب.

ولا أحد يقوى على سحقها.

والساحقون لا يملكون الا ان يقصفوهما من الأجواء، ولا أحد يكلّف نفسه عناء الحرب عليها في البرّ.

وتلك هي المصيبة.

***

في يوم مجزرة ليبيا بحق الأقباط، كان لبنان يخسر اعلامياً أعطى التلفزيون الرسمي عصارة جهده وحياته.

ولا أحد في لبنان، إلاّ وأصابه الحزن الشديد، على غياب الاعلامي البارع عرفات حجازي.

صاحب الصوت المحبّب الى القلوب، صنع مع الاعلامي الكبير جان خوري نشرة رائعة لتلفزيون لبنان.

وخلق مع زميله جاك واكيم، تلفزيون الواقع، يوم لم يكن في لبنان إلاّ شاشتان فقط.

ومن دون رائدة تلفزيون الواقع النجمة كيم كاردشيان، استطاع عرفات حجازي، أن يبتدع بالصورة والكلمة، تلفزيوناً يغزو البيوت والقلوب والعيون.

وتلكم، هي نعمة لبنان أيام الصعوبات والجفاف في كل شيء.

***

مجازر ليبيا حرّكت العالم.

إلاّ أن الدول كبيرها وصغيرها، لا تكبح جماح الارهاب هكذا.

المطلوب عمل دولي لاجتثاث الارهاب، لا مجرد صرخة استنكار له.

وما فعله الداعشيون فوق ما يتصوره عقل.

انه جريمة تمهّد لابادة الفكر والعمل الكبير وحده كفيل بسحق الاجرام الكبير الجاثم على العالم.

وما حدث في باريس ضد جريمة شارلي ايبدو من ردود فعل دولية شاجبة، لا يبرر السكوت على رسوم مصوري الجريدة نفسها ضد الرموز الدينية. لأن الخطأ لا يصحّ بتكرار الخطأ، ولو من وجهة معاكسة.