IMLebanon

يوم لبنان في باريس…

بعد هذه التسوية التي ارتكزت على وساطة الرئيس سعد الحريري، يمكن القول مبروك للبنان. ولـ”تشريع الضرورة”. وللرئيس نبيه برّي حامل الأثقال وحلّال المشاكل المستعصية. ومبروك للجنرال عون والدكتور جعجع ولرئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، وإن كان بقي بيْن بيْن.

من شأن هذه التسوية أن تزيح عن صدور اللبنانيّين صخوراً من الهموم فوق هموم الفراغ وذيوله، وهموم الزبالة وجبالها وذبابها وأخطارها، وهموم التعطيل والشلل وانعكاساتهما المرهِقة والمهلِكة، وهموم الناس التي وصلت القصة إلى لقمة عيشهم.

فلعلّ هذه التسوية، بل لعلّ هذا الانجاز، الذي أهداه الرئيس الحريري إلى كل اللبنانيّين، يحرّك همّة كبار المسؤولين، في كل الجبهات اللبنانية، في اتجاه الفراغ الرئاسي الذي يأكل من صحون كل اللبنانيّين يوميّاً، ويشاركهم في الأرق. ويرافقهم في مشاويرهم على طريق القلق والهموم والهواجس.

الرهان اليوم تحديداً سيكون منصبّاً على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لباريس مربط خيل اللبنانيّين، وديار الأم الحنون. وقد سبق للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن فاتح روحاني خلال وجودهما في قمة نيويورك بالرئاسة اللبنانية المعطَّلة. وجمد الدم في عروقه وكدّه العرق حين سمع روحاني يجيبه ببرودة تشبه اللامبالاة أنه من المبكر التحدّث في هذا الموضوع. وأضاف مستدركاً: دعه لموعد زيارتي باريس، حيث يكون في إمكاننا التحدّث براحة أكثر. وربما في أجواء إيجابيّة.

اليوم يوم موعد الرئاسة اللبنانيّة المفقودة بين بيروت وطهران مباشرة. وحيث قيل إن القيادة الإيرانية حوّلت الاستحقاق الرئاسي اللبناني ورقة جيّدة في ملفّ محادثاتها حول الاتفاق النووي.

لقد تم الاتفاق. وتمّت الاحتفالات به في واشنطن وعواصم الدول الخمس، كما احتفلت به القيادات الإيرانيّة على طريقتها ضمن الأبواب المقفلة.

الآن حان وقت الجدّ.

فمتى تحتفل بيروت بانتخاب رئيس للجمهورية بعد صبر تجاوز السنة ونصف الثانية؟

لقد انجزت وساطة سعد الحريري ما عليها بنجاح أثلج صدور اللبنانيّين.

لن ينهض لبنان من هذه الكبوة المؤلمة والمكلفة إلا بعودة التفاهم والتعاون الجدّي والمجدي بين المرجعيّات اللبنانية. وبالتسامح. كما أعلن السيّد حسن نصرالله.

فهذا الوطن الصغير، النادر الوجود، الذي أدهش العالم بكل ما لديه من عظماء ومبدعين ومتألّقين، هو اليوم مقاصص في الزاوية. ضعوا أيديكم في حزمة واحدة، ولنبدأ من جديد.

بهذا الصفاء وهذه الروح وهذا التعاون نسترجع الرئاسة إلى قصرها، ويسترجع لبنان المجد الذي أُعطي له من العالم باستحقاق.

فاليوم يوم هذا اللبنان في باريس. ونحن على أحرّ من الجمر: فالرئيس حسن روحاني إلى مائدة الرئيس فرنسوا هولاند.