IMLebanon

يوم رفيق الحريري

اليوم، يوم رفيق الحريري.

الشهيد الكبير ليس سهلاً، لا رحيله اغتيالاً،

ولا شطبه من قائمة الأحياء

ولا القضاء عليه، بتلك الخفة وهي ضريبة للأوطان.

وليست مجرد ضربة قاسية ومميتة لقائد في وطن الرجال.

يوم ١٤ شباط، في عيد الحب، رحلت المحبة عن وطن الحب والمحبة.

والرئيس الحريري رجل سياسة ومشاريع.

وللسياسي محبون وأعداء.

وللسياسة في لبنان مذاهب وأدوار.

كبر الرجل وكبر لبنان به.

ربما، تجاوز حدوده في الكِبَر، فقرروا تصفيته.

إلا أن الرجل، بالغ في تقدير قوته.

وأمعن في تصوره.

ولم يحسب أن للأوزان حدوداً وأحجاماً.

كان رفيق الحريري في البرلمان.

تفرج على محاولات تحجيمه.

وغادر البرلمان الى مقهى الإتوال في ساحة النجمة.

وعند الواحدة ظهراً، جاءت ساعته.

ما ان غادر المقهى والبرلمان، حتى اغتالوه بين فندقي السان جورج والفينيسيا.

كان الرئيس الشهيد يعتقد أن لا أحد يجرؤ على الدق به.

لكنهم دقوا به.

وقتلوه.

والمحكمة الدولية في لاهاي تحاول منذ عشر سنوات الاهتداء الى القتلة.

وقد تستغرق عشر سنوات أخرى، ولا تحدد مَن هم القتلة.

ومَن هم الفاعلون!!

***

فعلوها.

ومن دون أن يرفّ لهم جفن.

هذه هي السياسة.

لا سيد فيها ولا مسود.

كل يوم هبّة باردة.

وبعدها هبّة ساخنة.

ولا ظالم إلا وسيبلى بأعظم.

ليس المهم أن تحب رفيق الحريري

وليس الأهم أن تكره الرجل

الرجل، رحل. والراحلون بعده في ضمير الغيب.

المهم، أن يرحل الحقد عن لبنان.

وأن تعم المحبة فيه.

وغير ذلك، لا أمل في حياة كريمة.

أليس صعباً، أن يُستشهد كبير في وطنه

لا، وحدها المحبة تسود ولا تزول.

من أين كان سعد زغلول يأتي بكلماته المغطاة بالسماح أحياناً.

كان النحاس باشا رئيساً للوزراء.

… ويختلف أحياناً مع الملك فاروق.

وعندما حدثت ثورة ٢٣ يوليو في بداية الخمسينات، أمضى الضباط الأحرار أياماً وأشهراً للتخلص من العهد البائد.

لكن، لا إبادة الا عندما تنكفئ ارادة التلاقي والتوافق.