نعلم مسبقاً أنّ ما سنقوله أدناه لن يجد آذاناً صاغية لسببين:
الأوّل- لأنّ «من يعطي يأمر» كما يقول المثل الفرنسي «Quidonneordonne»، فالقرار ليس عند «حزب الله» بل عند اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني… فإيران هي التي تموّل الحزب… فهي تأمر لأنّها تعطي!
الثاني- نوع من الخجل يتحكم بالحزب الذي يعتبر نفسه جزءاً من الحلف المقاوم والممانع مع بشار الاسد… وبالتالي فهو ملزم بالعرفان بالجميل لبشّار.
وعندما توجّه الحزب الى سوريا للإنخراط في أحداثها الدموية رفع شعار حماية الأماكن الدينية المقدّسة، فإذا كان هذا صحيحاً فإنّه يكفي ثلاث سنوات من الحماية والدفاع عن تلك الأماكن!
ولكن أين هي الأماكن المقدسة التي يدافع عنها الحزب وقد وسّع عملياته الى حمص وحلب وحماة والقُصير ويبرود ومعلولا والغوطة(…) ثم بعد التورّط فإنّ كل ما أدلى به قياديو وأركان الحزب من أقوال يصب في خانة «منع الحرب من أن تأتي الى لبنان»، وتلك كذبة كبيرة، فالحرب باتت عندنا، إذ عندما تأتي مجموعة مسلحة من السوريين، وليس كما ادّعى أمس مسؤول كاذب كبير بأنّهم أجانب وليسوا سوريين… فعندما تأتي هذه المجموعة الى لبنان، وتشتبك مع الحزب أو مع الجيش بفضل استدراجها من قِبَل الحزب… تكون الحرب قد أصبحت عندنا.
والصرخة التي أطلقها زعيم الإعتدال السنّي سعد الحريري إذا لم يستجب لها «حزب الله» فسوف يأتيه وقت يجد نفسه مضطراً الى الإستجابة للذين هم أكثر منه تطرّفاً.
فحرصاً على الوطن الذي نعيش فيه اليوم، وحرصاً على الإسلام الذي لم يكن أحد في السابق يدخل في هذه الفتنة: سنّي – شيعي، التي وصلنا إليها اليوم…
نود أن نقول للحزب: وفق معلوماتنا هناك أعداد كبيرة من اللبنانيين يتوجهون الى الرقّة للإلتحاق بـ»داعش»، والسبب هو أنتم يا «حزب الله»…
فاتقوا الله في لبنان واللبنانيين وفي الإسلام والمسلمين.