فُتحت صناديق الاقتراع في مرحلتها الثانية أمس، على وقع نتائج انتخابات بيروت والبقاع، حيث أراد ناخبو جبل لبنان توجيه رسالة، من خلال كثافة الاقتراع مقارنةً بالمرحلة الأولى.
لكنّ المميّز هو فسيفساء التحالفات التي تختلف بين مدينة وأخرى وقرية وأختها، حيث يصح المثل «برج بابل انتخابي». ولكن على رغم هذه المشاهدات، كان الإنتخاب عرس الديموقراطية بامتياز حيث برهنت التحالفات والواقع على الارض عن حرية رأي، وأثبتت أنّ اللبناني متعلق باللعبة الإنتخابية.
3 لوائح مختلفة رفعت يافطاتها على طول الطريق المؤدي الى مركز الانتخاب في مدرسة ضبية الرسمية. الاولى «لائحة اهل المحبة» برئاسة الرئيس الحالي قبلان الأشقر، والثانية لائحة «معاً لغدٍ مشرق» برئاسة زياد ضوميط، أمّا الثالثة فهي اللائحة غير المكتملة «كلنا للبلدة» برئاسة جوزف الأشقر.
يضمّ مركز اقتراع ضبية 7 اقلام: 3 منها لضبية، و3 لزوق الخراب، وقلم لعوكر، فيما تضمّ لوائح الشطب في ضبية وجوارها 3423 شخصاً. فتحت الصناديق أبوابها منذ السابعة صباحاً، لكنّ الإقبال على الاقتراع لم يكن كثيفاً، فلم تتعدَّ النسبة الـ8 في المئة حتى الساعة التاسعة صباحاً، لكنّ جوّاً من الالفة والديموقراطية طغى على ملعب المدرسة، حيث كان مختلف اعضاء ورؤساء اللوائح الثلاث مجتمعين مع المقترعين بعيداً من التوتر.
الرئيس الحالي قبلان الأشقر، رأى «أنّ المرشح ينتظر ثقة المواطن به في استحقاقات كهذه، ويرى رأي القاعدة بأعماله، فنحن أبناء هذه الارض وتربّينا مع اهالي البلدة، ونرضخ لإرادة الشعب، ونتمنّى أن تكون هذه الارادة لصالحنا، لنستمرّ بالعطاء الذي بدأناه منذ 12 عاماً، عسى أن نتابعه في السنوات الست المقبلة»، مضيفاً: «الإنسانية هي ركيزة كلّ شيء وهذا ما نتكّل عليه بالاضافة الى العائلات والاحزاب الداعمة»، مؤكداً أنّ «جميع المناصرين يلتزمون باللائحة كاملة».
حملت انتخابات 2016 بعض التغيّرات، بحيث افادتنا ماكينة «اهل المحبة»، أنّ «نسبة الاقتراع عام 2010 لم تتعدَّ الـ38 في المئة»، مشيرة إلى أنّ «اللائحة حققت فوزاً عام 2010 بـ14 عضواً من اصل 15»، ولفتت إلى أنّ «التحالفات تغيّرت هذه السنة، إذ إنّ حزب «القوات اللبنانية» ملتزم باللائحة التزاماً كاملاً».
قرابة الثانية عشرة ظهراً، ارتفعت نسبة الاقتراع لتلامس الـ26 في المئة، لترتفع معها أصوات المقترعين والاعضاء، نتيجة اشكال وقع حيث اعتبر أعضاء احدى اللوائح أنّ مكتب المدير مفتوح لرئيس لائحة اخرى، ويستقبل جمهوره في الداخل، لكن ما إن بدأ التدافع حتّى فضّ عناصر قوى الامن الداخلي الاشكال.
لم تؤثر هذه الحادثة في سير العملية الانتخابية أو على المقترعين الذين اعتبروا أنّ الاشكال مفتعل، وبالتالي لا يؤثر إلّا على الذي افتعله ويؤكد ضعفه، «فالديموقراطية لا يستحقها الجميع».
أما البعض الآخر، فاعتبر أنّ اهل ضبية على نبض قلب واحد، وانّ غداً سيكون يوماً آخر بعيداً من الحزازيات وكأنّ شيئاً لم يحدث.
المدرّسة ضحى الملاح احدى المرشحات على لائحة «اهل المحبة» حظيت بدعم تلاميذها المتخرجين الذين حضروا الى المركز، وقالت إنه «عندما يكون الشخص ناشطاً وفعالاً كنسياً، اجتماعياً وتربوياً، يطالب الناس فيه، فإصرار الناس جعلني اترشح، وكأنهم يشكرونني على أعمالي».
وأكدت أن «لا فرق بين لائحة «اهل المحبة» واللوائح الاخرى، فجميعنا اهل البلدة نفسها ولا نختلف إلّا بالاهداف».
إنتهت العملية الإنتخابية في ضبية على خير، وفازت لائحة «أهل المحبة» التي يرأسها الأشقر، وبات للبلدة مجلسها المنتخب الذي حظي بثقة الاهالي.